[ شرح إبن عقيل - ابن عقيل ]
الكتاب : شرح إبن عقيل
المؤلف : بهاء الدين عبد الله بن عقيل العقيلي المصري الهمذاني
الناشر : دار الفكر - دمشق
الطبعة الثانية ، 1985
تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد
عدد الأجزاء : 4 مفعول وإليه أشار بقوله كقتيل فإما أن يستعمل استعمال الأسماء أولا فإن استعمل استعمال الأسماء أي لم يتبع موصوفه لحقته التاء نحو هذه ذبيحة ونطيحة وأكيلة أي مذبوحة ومنطوحة ومأكولة السبع وإن لم يستعمل استعمال الأسماء أي بأن يتبع موصوفه حذفت منه التاء غالبا نحو مررت بامرأة جريح وبعين كحيل أي مجروحة ومكحولة وقد تلحقه التاء قليلا نحو خصلة ذميمة أي مذمومة وفعلة حميدة أي محمودة
( وألف التأنيث ذات قصر ... وذات مد نحو أنثى الغر )
( والاشتهار في مباني الأولى ... يبديه وزن أربى والطولى )
( ومرطى ووزن فعلى جمعا ... أو مصدرا أو صفة كشبعى )
(4/94)

( وكحبارى سمهى سبطرى ... ذكرى وحثيثي مع الكفرى )
( كذاك خليطي مع الشقارى ... واعز لغير هذه استندارا )
قد سبق أن ألف التأنيث على ضربين أحدهما المقصورة كحبلى وسكرى والثاني الممدودة كحمراء وغراء ولكل منهما أوزان تعرف بها
فأما المقصورة فلها أوزان مشهورة وأوزان نادرة
فمن المشهورة فعلى نحو أربى للداهية وشعبي لموضع
ومنها فعلى اسما كبهمى لنبت أو صفة كحبلى والطولى أو مصدرا كرجعى
ومنها فعلى اسما كبردى لنهر بدمشق أو مصدرا كمرطى لضرب من العدو أو صفة كحيدي يقال حمار حيدي أي يحيد عن ظله لنشاطه
(4/95)

قال الجوهري ولم يجيء في نعوت المذكر شيء على غيره
ومنها فعلى جمعا كصرعى جمع صريع أو مصدرا كدعوى أو صفة كشبعى وكسلى
ومنها فعالى كحبارى لطائر ويقع على الذكر والأنثى
ومنها فعلى كسمهى للباطل
ومنها فعلى كسبطرى لضرب من المشي
ومنها فعلى مصدرا كذكرى أو جمعا كظربي جمع ظربان وهي دويبه كالهرة منتنة الريح تزعم العرب أنها تفسو في ثوب أحدهم إذا صادها فلا تذهب رائحته حتى يبلى الثوب وكحجلى جمع حجل وليس في الجموع ماهو على وزن فعلى غيرهما
ومنها فعيلى كحثيثي بمعنى الحث
ومنها فعلى نحو كفرى لوعاء الطلع
ومنها فعيلي نحو خليظي للاختلاط ويقال وفعوا في خليطى أي اختلط عليهم أمرهم
ومنها فعالى نحو شقارى لنبت
(4/96)

( لمدها فعلاء أفعلاء ... مثلت العين وفعللاء )
( ثم فعالا فعللا فاعولا ... وفاعلاء فعليا مفعولا )
( ومطلق العين فعالا وكذا ... مطلق فاء فعلاء أخذا )
لألف التأنيث الممدودة أوزان كثيرة نبه المصنف على بعضها
فمنها فعلاء اسما كصحراء أو صفة مذكرها على أفعال كحمراء وعلى غير أفعل كديمة هطلاء ولا يقال سحاب أهطل بل سحاب هطل وقولهم فرس أو ناقة روغاء أي حديدة القياد ولا يوصف به المذكر منهما فلا يقال جمل أروغ وكامرأة حسناء ولا يقال رجل أحسن والهطل تتابع المطر والدمع وسلانه يقال هطلت السماء تهطل هطلا وهطلانا وتهطالا
(4/97)

ومنها أفعلاء مثلت العين نحو قولهم لليوم الرابع من أيام الأسبوع أربعاء بضم الباء وفتحها وكسرها
ومنها فعللاء نحو عقرباء لأثنى العقارب
ومنها فعالاء نحو قصاصاء للقصاص
ومنها فعالاء كقرفصاء
ومنها فاعولاء كعاشوراء
ومنها فعالاء كقاصعاء لجحر من جحرة اليربوع
ومنها فعلياء نحو كبرياء وهي العظمة
ومنها مفعولاء نحو مشيوخاء جمع شيخ
ومنها فعالاء مطلق العين أي مضمومها ومفتوحها ومكسورها نحو دبوقاء للعذرة وبراساء لغة في البرنساء وهم الناس وقال ابن السكيت يقال ما أدري أي البرنساء هو أي أي الناس هو وكثيراء
ومنها فعلاء مطلق الفاء أي مضمومها ومفتوحها ومسكورها نحو خيلاء للتكبر وجنفاء اسم مكان وسيراء لبرد فيه خطوط صفر
(4/98)

المقصور والممدود
( إذا اسم استوجب من قبل الطرف ... فتحا وكان ذا نظير كالأسف )
( فلنظيره المعل الآخر ... ثبوت قصر بقياس ظاهر )
( كفعل وفعل في جمع ما ... كفعلة وفعلة نحو الدمى )
المقصور هو الاسم الذي حرف إعرابه ألف لازمة
(4/99)

فخرج بالأسم الفعل نحو يرضى وبحرف إعرابه المبنى نحو إذا وبلازمة المثنى نحو الزيدان فإن ألفه تنقلب ياء في الجر والنصب
والمقصور على قسمين قياسي وسماعي
فالقياسي كل اسم معتل له نظير من الصحيح ملتزم فتح ما قبل آخره وذلك كمصدر الفعل اللازم الذي على وزن فعل فإنه يكون فعلا بفتح الفاء والعين نحو أسف أسفا فإذا كان معتلا وجب قصره نحو جوى جوى لأن نظيره من الصحيح الآخر ملتزم فتح ماا قبل آخره ونحو فعل في جمع فعلة بكسر الفاء وفعل في جمع فعلة بضم الفاء نحو مرى جمع مرية ومدى جمع مدية فإن نظيرهما من الصحيح قرب وقرب جمع قربة وقربة لأن جمع فعلة بكسر الفاء يكون على فعل بكسر الأول وفتح الثاني وجمع فعلة بضم الفاء يكون على فعل بضم الأول وفتح الثاني
والدمى جمع دمية وهي الصورة من العاج ونحوه
( وما استحق قبلآخر ألف ... فالمد في نظيره حتما عرف )
(4/100)

( كمصدر الفعل الذي قد بدنا ... بهمز وصل كارعوى وكارتأي )
ولما فرغ من المقصور شرع في الممدود وهو الاسم الذي في آخره همزة تلى ألفا زائداة نحو حمراء وكساء ورداء
فخرج بالاسم الفعل نحو يشاء وبقوله تلى ألفا زائدة ما كان في آخره همزة تلى ألفا غير زائدة كماء وآء جمع آءة وهو شجر
والممدود أيضا كالمقصور قياسي وسماعي
فالقياسي كل معتل له نظير الصحيح الآخر ملتزم زيادة ألف قبل آخره وذلك كمصدر ما أوله همزة وصل نحو أرعوى أرعواء وأرتأى إرتئاء واستقصى استقصاء فإن نظيرها من الصحيح انطلق انطلاقا واقتدر اقتدارا واستخرج استخراجا وكذا مصدر كل فعل معتل يكون على وزن أفعل نحو أعطى إعطاء فإن نظيره من الصحيح أكرم إكراما
(4/101)

( والعادم النظير ذا قصر وذا ... مد بنقل كالحجا وكالحذا )
هذا هو القسم الثاني وهو المقصور السماعي والممدود السماعي
وضابطهما أن ما ليس له نظير اطرد فتح ما قبل آخره فقصره موقوف على السماع وما ليس له نظير الهرد زيادة ألف قبل آخره فمده مقصور على السماع
فمن المقصور السماعي الفتى واحد الفتيان والحجا العقل والثري التراب والسنا الضوء
ومن الممدود السماعي الفتاء حداثة السن والسناء الشرف والثراء كثرة المال والحذاء النعل
( وقصر ذى المد اضطرارا مجمع ... عليه والعكس بخلف يقع )
لا خلاف بين البصريين والكوفيين في جواز قصر الممدود للضرورة
واختلف في جواز مد القصور فذهب البصريون إلى المنع وذهب الكوفيون إلى الجواز واستدلوا بقوله
(4/102)

353 - ( يا لك من تمر ومن شيشاء ... ينشب في المسعل والهاء )
فمد اللهاء للضرورة وهو مقصور
(4/103)

كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا
( آخر مقصور تثنى أجعله يا ... إن كان عن ثلاثة مرتقيا )
( كذا الذي اليا أصله نحو الفتى ... والجامد الذي أميل كمتى )
( في غير ذا تقلب واوا الألف ... وأولها ما كان قبل قد ألف )
(4/104)

الاسم المتمكن إن كان صحيح الآخر أو كان منقوصا لحقته علامه التثنية من غير تغيير فتقول في رجل وجارية وقاض رجلان وجاريتان وقاضيان
وإن كان مقصورا فلا بد من تغييره على ما نذكره الآن
وإن كان ممدودا فسيأتي حكمه
فإن كانت ألف المقصور رابعة فصاعدا قلبت ياء فتقول في ملهى ملهيان وفي مستقصى مستقصيان وإن كانت ثالثة فإن كانت بدلا من الياء كفتى ورحى قلبت أيضا ياء فتقول فتيان ورحيان وكذا إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل وأميلت فتقول في متى علما متيان وإن كانت ثالثة بدلا من واو كعصا وقفا قلبت واوا فتقول عصوان وقفوان وكذا إن كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل كإلى علما فتقول إلوان
فالحاصل أن ألف المقصور تقلب ياء في ثلاثة مواضع
الأول إذا كانت رابعة فصاعدا
الثاني إذا كانت ثالثة بدلا من ياء
الثالث إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل وأميلت
(4/105)

وتقلب واوا في موضعين
الأول إذا كانت ثالثة بدلا من الواو
الثاني إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل
وأشار بقوله وأولها ما كان قبل قد ألف إلى أنه إذا عمل هذا العمل المذكور في المقصور أعني قلب الألف ياء أو واو لحقتها علامة التثنية التي سبق ذكرها أول الكتاب وهي الألف والنون المسكورة رفعا والياء المفتوح ما قبلها والنون المكسورة جرا ونصبا
( وما كصحراء بواو ثنيا ... ونحو علباء كساء وحيا )
( بواو أو همز وغير ما ذكر ... صحح وما شذ على نقل قصر )
(4/106)

لما فرغ من الكلام على كيفية تثنية المقصور شرع في ذكر كيفية تثنية الممدود
والممدود إما أن تكون همزته بدلا من ألف التأنيث أو للإلحاق أو بدلا من أصل أو أصلا
فإن كانت بدلا من ألف التأنيث فالمشهور قلبها واوا فنقول في صحراء وحمراء صحراوان وحمراوان
وإن كانت للإلحاق كعلباء أو بدلا من أصل نحو كساء وحياء جاز فيها وجهان أحدهما قلبها واوا فتقول علباوان وكساوان وحياوان والثاني إبقاء الهمزة من غير تغيير فتقول علباءان وكساءان وحياءان والقلب في الملحقة أولى من إبقاء الهمزة وإبقاء الهمزة المبدلة من أصل أولى من قلبها واوا
وإن كانت الهمزة الممدودة أصلا وجب إبقاؤها فتقول في قراء ووضاء قراءان ووضاءان
(4/107)

وأشار بقوله وما شذ على نقل قصر إلى أن ما جاء من تثنية المقصور أو الممدود على خلاف ما ذكر اقتصر فيه على السماع كقولهم في الخوزلي الخوزلان والقياس الخوزليان وقولهم في حمراء حمرايان والقياس حمراوان
( وأحذف من المقصور في جمع على ... حد المثنى ما به تكملا )
( والفتح أبق مشعرا بما حذف ... إن جمعته بتاء وألف )
( فالألف أقلب قلبها في التثنية ... وتاء ذي التا ألزمن تنحيه )
(4/108)

إذا جمع صحيح الآخر على حد المثنى وهو الجمع بالواو والنون لحقته العلامة من غير تغيير فتقول في زيد زيدون
وإن جمع المنقوص هذا الجمع حذفت ياؤه وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء فتقول في قاض قاضون رفعا وقاضين جرا ونصبا
وإن جمع الممدود هذا الجمع عومل معاملته في التثنية فإن كانت الهمزة بدلا من أصل أو للالحاق جاز فيه وجهان إبقاء الهمزة وإبدالها واوا فيقال في كساء علما كساؤون وكساوون وكذلك علباء وإن كانت الهمزة أصلية وجب إبقاؤها فتقول في قراء قراؤون
وأما المقصور وهو الذي ذكره المصنف فتحذف ألفه إذا جمع بالواو والنون وتبقى الفتحة دالة عليها فتقول في مصطفى مصطفون رفعا ومصطفين جرا ونصبا بفتح الفاء مع الواو والياء وإن جمع بألف وتاء قلبت ألفه كما تقلب في التثنية فتقول في حبلى حبليات وفي فتى وعصا علمى مؤنث فتيات وعصوات
(4/109)

وإن كان بعد ألف المقصور تاء وجب حينئذ حذفها فتقول في فتاة فتيات وفي قناة قنوات
( والسالم العين الثلاثي أسما أنل ... إتباع عين فاءه بما شكل )
إن ساكن العين مؤنثا بدا ... مختتما بالتاء أو مجردا )
( وسكن التالي غير الفتح أو ... خففه بالفتح فكلا قد رووا )
(4/110)

إذا جمع الاسم الثلاثي الصحيح العين الساكنها المؤنث المختوم بالتاء أو المجرد عنها بألف وتاء أتبعت عينه فاءه في الحركة مطلقا فتقول في دعد دعدات وفي جفنة جفنات وفي جمل وبسرة جملات وبسرات بضم الفاء والعين وفي هند وكسرة هندات وكسرات بكسر الفاء والعين
ويجوز في العين بعد الضمة والكسرة التسكين والفتح فتقول جملات وجملات وبسرات وبسرات وهندات وهندات وكسرات وكسرات ولا يجوز ذلك بعد الفتحة بل يجب الإتباع
واحتزر بالثلاثي من غيره كجعفر علم مؤنث وبالاسم عن الصفة كضخمة وبالصحيح العين من معتلها كجوزة وبالساكن العين من محركها كشجرة فإنه لا إتباع في هذه كلها بل يجب إبقاء العين على ما كانت عليه قبل الجمع فتقول جعفرات وضخمات وجوزات وشجرات واحترز بالمؤنث من المذكر كبدر فإنه لا يجمع بالألف والتاء
( ومنعوا إتباع نحو ذروه ... وزبية وشذ كسر جروه )
يعني أنه إذا كان المؤنث المذكور مكسور الفاء وكانت لامه واوا فإنه يمتنع فيه إتباع العين للفاء فلا يقال في ذروة ذروات بكسر
(4/111)

الفاء والعين استثقالا للكسرة قبل الواو بل يجب فتح العين أو تسكينها فتقول ذروات أو ذروات وشذ قولهم جروات بكسر الفاء والعين
وكذلك لا يجوز الإتباع إذا كانت الفاء مضمومة واللام ياء نحو زبية فلا تقول زبيات بضم الفاء والعين استثقالا للضمة قبل الياء بل يجب الفتح أو التسكين فقول زبيات أو زبيات
( ونادرة أو ذو اضطرار غير ما ... قدمته أو لأناس أنتنما )
يعني أنه إذا جاء جمع هذا المؤنث على خلاف ما ذكر عد نادرا أو ضرورة أو لغة لقوم
فالأول كقولهم في جروة جروات بكسر الفاء والعين
والثاني كقوله
354 - ( وحملت زفرات الضحى فأطقتها ... ومالي بزفرات العشى يدان )
فسكن عين زفرات ضرورة والقياس فتحها إتباع
(4/112)

والثالث كقول هذيل في جوزة وبيضة ونحوهما جوزات وبيضات بفتح الفاء والعين والمشهور في لسان العرب تسكين العين إذا كانت غير صحيحة
(4/113)

جمع التكسير
( أفعلة أفعل ثم فعله ... ثمت أفعال جموع قله )
جمع التكسير هو مادل على أكثر من اثنين بتغيير ظاهر كرجل ورجال أو مقدر كفلك للمفرد والجمع والضمة التي في المفرد كضمة قفل والضمة التي في الجمع كضمة أسد وهو على قسمين جمع قلة وجمع كثرة فجمع القلة يدل حقيقة على ثلاثة فماا فوقها إلى العشرة وجمع الكثرة يدل على ما فوق العشرة إلى غير نهاية ويستعمل كل منهما في موضع الآخر مجازا
وأمثلة جمع القلة أفعلة كأسلحة وأفعل كأفلس وفعلة كفتية وأفعال كأفراس
وما عدا هذه الأربعة من جموع التكسير فجموع كثرة وبعض ذي بكثيرة وضعا يفي كأرجل والعكس جاء كالصفي
(4/114)

قد يستغنى ببعض أبنية القلة عن بعض أبنية الكثرة كرجل وأرجل وعنق وأعناق وفؤاد وأفئدة
وقد يستغنى ببعض أبنية الكثرةعن بعض أبنية القلة كرجل ورجال وقلب وقلوب
( لفعل اسما صح عينا أفعل ... وللرباعي اسما أيضا يجعل )
( إن كان كالعناق والذراع في ... مد وتأنيث وعد الأحرف )
(4/115)

أفعل جمع لكل اسم ثلاثي على فعل صحيح العين نحو كلب وأكلب وظبي وأظب وأصله أظبي فقلبت الضمة كسره لتصح الياء فصار أظبي فعومل معاملة قاض
وخرج بالأسم الصفة فلا يجوز نحو ضخم وأضخم وجاء عبد وأعبد لاستعمال هذه الصفة استعمال الأسماء وخرج بصحيح العين المعتل العين نحو ثوب وعين وشذ عين وأعين وثوب وأثوب
وأفعل أيضا جمع لكل اسم مؤنث رباعي قبل آخره مدة كعناق وأعنق ويمين وأيمن
وشذ من المذكر شهاب وأشهب وعراب وأغرب
(4/116)

( وغير ماا أفعل فيه مطرد ... من الثلاثي اسما بأفعال يرد )
( وغالبا أغناهم فعلان ... في فعل كقولهم صردان )
قد سبق أن أفعل جمع لكل اسم ثلاثي على فعل صحيح العين وذكر هنا أن مالا يطرد فيه من الثلاثي أفعل يجمع على أفعال وذلك كثوب وأثواب وجمل وأجمال وعضد وأعضاد وحمل وأحمال وعنب وأعناب وإبل وآبال وقفل وأقفال
وأما جمع فعل الصحيح العين على أفعال فشاذ كفرخ وأفراخ
(4/117)

وأما فعل فجاء بعضه على أفعال كرطب وأرطاب والغالب مجيئه على فعلان كصرد وصردان ونغر ونغران
( في اسم مذكر رباعي بمد ... ثالث أفعلة عنهم اطرد )
( والزمه في فعال أو فعال ... مصاحبي تضعيف أو إعلال )
أفعله جمع لكل اسم مذكر رباعي ثالثه مدة نحو قذال وأقذلة ورغيف وأرغفة وعمود وأعمدة
والتزم أفعلة في جمع المضاعف أو المعتل اللام من فعال أو فعال كبتات وأبتة وزمام وأزمة وقباء وأقبية وفناء وأفنية
( فعل لنحو أحمر وحمرا ... وفعلة جمعا بنقل يدري )
(4/118)

من أمثلة جمع الكثرة فعل وهو مطرد في كل وصف يكون المذكر منه على أفعل والمؤنث منه على فعلاء نحو أحمر وحمر وحمراء وحمر
ومن أمثلة جمع القلة فعلة ولم يطرد في شيء من الأبنية وإنما هو محفوظ ومن الذي حفظ منه فتى وفتية وشيخ وشيخة وغلام وغلمة وصبي وصبية
( وفعل لاسم رباعي بمد ... قد زيد قبل لام أعلالا فقد )
( مالم يضاعف في الأعم دو الألف ... وفعل جمعا لفعلة عرف )
(4/119)

( ونحو كبرى ولفعلة فعل ... وقد يجيء جمعه على فعل )
من أمثلة جمع الكثرة فعل وهو مطرد في كل اسم رباعي قد زيد قبل آخره مدة بشرط كونه صحيح الآخر وغير مضاعف إن كانت المدة ألفا ولا فرق في ذلك بين المذكر والمؤنث نحو قذال وقذل وحمار وحمر وكراع وكرع وذراع وذرع وقضيب وقضب وعمود وعمد
وأما المضاعف فإن كانت مدته ألفا فجمعه على فعل غير مطرد نحو
(4/120)

عنان وعنن وحجاج وحجج فإن كانت مدته غير ألف فجمعه على فعل مطرد نحو سرير وسرر وذلول وذلل
ومن أمثلة جمع الكثرة فعل وهو جمع لاسم علي فعلة أو على فعلى أنثى الأفعل فالأول كقربة وقرب وغرفة وغرف والثاني ككبرى وكبر وصغرى وصغر
ومن أمثلة جمع الكثرة فعل وهو جمع لاسم على فعلة نحو كسرة وكسر وحجة وحجج ومرية ومرى وقد يجيء جمع فعلة على فعل نحو لحية ولحى وحيلة وحلى
( في نحو رام ذو اطراد فعله ... وشاع نحو كامل وكمله )
ومن أمثلة جمع الكثرة فعلة وهو مطرد في كل وصف على فاعل معتل اللام لمذكر عاقل كرام ورماة وقاض وقضاة
ومنها فعلة وهو مطرد في وصف على فاعل صحيح اللام لمذكر عاقل نحو كامل وكمله وساحر وسحرة واستغنى المصنف عن ذكر القيود المذكورة بالتمثيل بما اشتمل عليها وهو رام وكامل
(4/121)

( فعلى لوصف كقتيل وزمن ... وهالك وميت به قمن )
من أمثلة جمع الكثرة فعلى وهو جمع لوصف على فعيل بمعنى مفعول دال على هلاك أو توجع كقتيل وقتلى وجريح وجرحى وأسير وأسرى
ويحمل عليه ما أشبهه في المعنى من فعيل بمعنى فاعل كمريض ومرضى ومن فعل كزمن وزمنى ومن فاعل كهالك وهلكى ومن فعيل كميت وموتى وأفعل نحو أحمق وحمقى
( لفعل اسما صح لاما فعله ... والوضع في فعل وفعل قلله )
ومن أمثلة جمع الكثرة فعلة وهو جمع لفعل اسما صحيح اللام نحو
(4/122)

قرط وقرطة ودرج ودرجة وكوز وكوزة ويحفظ في اسم على فعل نحو قرد وقردة أو وعلى فعل نحو غرد وغردة
( وفعل لفاعل وفاعله ... وصفين نحو عاذل وعاذلة )
( ومثله الفعال فيما ذكرا ... وذان في المعل لاما ندرا )
ومن أمثلة جمع الكثرة فعل وهو مقيس في وصف صحيح اللام على فاعل أو فاعلة نحو ضارب وضرب وصائم وصوم وضاربة وضرب وصائمة وصوم
ومنها فعال وهو مقيس في وصف صحيح اللام على فاعل لمذكر نحو صائم وصوام وقائم وقوام
وندر فعل وفعال في المعتل اللام المذكر نحو غاز وغزى وسار وسرى
(4/123)

وعاف وعفى وقالوا غزاء في جمع غاز وسراء في جمع سار وندر أيضا في جمع فاعلة كقول الشاعر
355 - ( أبصارهن إلى الشبان مائلة ... وقد أراهن عنى غير صداد )
يعني جمع صادة
( فعل وفعلة فعال لهما ... وقل فيما عينه اليا منهما )
(4/124)

من أمثلة جمع الكثرة فعال وهو مطرد في فعل وفعلة اسمين نحو كعب وكعاب وثوب وثياب وقصعة وقصاع أو وصفين نحو صعب وصعاب وصعبة وصعاب وقل فيما عينه ياء نحو ضيف وضياف وضيعة وضياع
( وفعل أيضا له فعال ... مالم يكن في لامه اعتلال )
( أو يك مضعفا ومثل فعل ... ذو التا وفعل مع فعل فاقبل )
أي اطرد أيضا فعال فعال في فعل وفعلة مالم يكن لامهما معتلا أو مضاعفا نحو جبل وجبال وجمل وجمال ورقبة ورقاب وثمرة وثمار
واطرد أيضا فعال في فعل وفعل نحو ذئب وذئاب ورمح ورماح
واحترز من المعتل اللام كفتى ومن المضعف كطلل
(4/125)

( وفي فعيل وصف فاعل ورد ... كذاك في أنثاه أيضا اطرد )
واطرد أيضا فعال في كل صفة على فعيل بمعنى فاعل مقترنة بالتاء أو مجردة عنهاككريم وكرام وكريمة وكرام ومريض ومراض ومريضة ومراض
( وشاع في وصف على فعلانا ... أو أثنييه أو على فعلانا )
( ومثله فعلانة والزمه في ... نحو طويل وطويلة تفي )
أي واطرد أيضا مجيء فعال جمعا لوصف على فعلان أو على فعلانة أو على فعلى نحو عطشان وعطاش وعطشى وعطاش وندمانة وندام
(4/126)

وكذلك اطرد فعال في وصف على فعلان أو على فعلانة نحو خمصان وخماص وخمصانة وخماص
والتزم فعال في كل وصف على فعيل أو فعلية معتل العين نحو طويل وطوال وطويلة وطوال
( وبفعول فعل نحو كبد ... يخص غالبا كذاك يطرد )
( في فعل اسما مطلق الفا وفعل ... له وللفعال فعلان حصل )
(4/127)

( وشاع في حوت وقاع مع ما ... ضاهاهما وقل في غيرهما )
ومن أمثلة جمع الكثرة فعول وهو مطرد في اسم ثلاثي على فعل نحو كبد وكبود ووعل ووعول وهو ملتزم فيه غالبا
واطرد فعول أيضا في اسم على فعل بفتح الفاء نحو كعب وكعوب وفلس وفلوس أو على فعل بكسر الفاء نحو حمل وحمول وضرس وضروس أو على فعل بضم الفاء نحو جند وجنود وبرد وبرود
ويحفظ فعول في فعل نحو أسد وأسود ويفهم كونه غير مطرد من قوله وفعل له ولم يقيده باطراد
وأشار بقوله وللفعال فعلان حصل إلى أن من أمثلة جمع الكثرة فعلانا وهو مطرد في اسم على فعال نحو غلام وغلمان وغراب وغربان
وقد سبق أته مطرد في فعل كصرد وصردان
(4/128)

واطرد فعلان أيضا في جمع ما عينه واو من فعل أو فعل نحو عود وعيدان وحوت وحيتان وقاع وقيعان وتاج وتيجان
وقل فعلان في غير ما ذكر نحو أخ وإخوان وغزال وغزلان
( وفعلا اسما وفعيلا وفعل ... غير معل العين فعلان شمل )
من أبنية جمع الكثرة فعلان وهو مقيس في اسم صحيح العين على فعل نحو ظهر وظهران وبطن وبطنان أو على فعيل نحو قضيب وقضبان ورغيف ورغفان أو على فعل نحو ذكر وذكران وحمل وحملان
( ولسكريم وبخيل فعلا ... كذا لما ضاهاهما قد جعلا )
(4/129)

( وناب عنه أفعلاء في لعل ... لاما ومضعف وغير ذاك قل )
من أمثلة جمع الكثرة فعلاء وهو مقيس في فعيل بمعنى فاعل صفة لمذكر عاقل غير مضاعف ولا معتل نحو ظريف وظرفاء وكريم وكرماء وبخيل وبخلاء
وأشار بقوله كذا لما ضاهاهما إلى أن ما شابه فعيلا في كونه دالا علي معنى هو كالغريزة يجمع على فعلاء نحو عاقل وعقلاء وصالح وصلحاء وشاعر وشعراء
وينوب عن فعلاء في المضاعف والمعتل أفعلاء نحو شديد وأشداء وولى وأولياء
وفد يجيء أفعلاء جمعا لغير ما ذكر نحو نصيب وأنصباء وهين وأهوناء
(4/130)

( فواعل لفوعل وفاعل ... وفاعلاء مع نحو كاهل )
( وحائض وصاهل وفاعله ... وشذ في الفارس مع ما ماثله )
من أمثلة جمع الكثرة فواعل وهو لاسم على فوعل نحو جوهر وجواهر أو على فاعل نحو طابع وطوابع أو على فاعلاء نحو قاصعاء وقواصع أو على فاعل نحو كاهل وكواهل
وفواعل أيضا جمع لوصف على فاعل إن كان لمؤنث عاقل نحو حائض وحوائض أو لمذكر مالا يعقل نحو صاهل وصواهل
فإن كان الوصف الذي على فاعل لمذكر عاقل لم يجمع على فواعل وشذ فارس وفوارس وسابق وسوابق
وفواعل أيضا جمع لفاعلة نحو صاحبة وصواحب وفاطمة وفواطم
( وبفعائل أجمعن فعاله ... وشبهه ذا تاء أو مزاله )
(4/131)

من أمثلة جمع الكثرة فعائل وهو لكل اسم رباعي بمدة قبل اخره مؤنثا بالتاء نحو سحابة وسحائب ورسالة ورسائل وكناسة وكنائس وصحيفة وصحائف وحلوبة وحلائب أو مجردا منها نحو شمال وشمائل وعقاب وعقائب وعجوز وعجائز
( وبالفعالي والفعالي جمعا ... صحراء والعذراء والقيس اتبعا )
من أمثلة جمع الكثرة فعالى وفعالى ويشتركان فيما كان على فعلاء اسما كصحراء وصحارى وصحارى أو صفة كعذراء وعذارى وعذارى
( واجعل فعالى لغير ذى نسب ... جدد كالكرسي تتبع العرب )
(4/132)

من أمثلة جمع الكثرة فعالى وهو جمع لكل اسم ثلاثي آخره ياء مشددة غير متجددة للنسب نحو كرسي وكراسي وبردى وبرادي ولا يقال بصرى وبصارى
( وبفعالل وشبهه انطقا ... في جمع مافوق الثلاثة ارتقى )
( من غير ما مضى ومن خماسي ... جرد الآخر أنف بالقياس )
(4/133)

( والرابع الشبيه بالمزيد قد ... يحذف دون ما به تم العدد )
( وزائد العادي الرباعي أحذفه ما ... لم يك لينا إثره اللذ ختما )
من أمثلة جمع الكثرة فعالل وشبهه وهو كل جمع ثالثة ألف بعدها حرفان
فيجمع بفعالل كل اسم رباعي غير مزيد فيه نحو جعفر وجعافر وزبرج وزبارج وبرثن وبراثن
ويجمع بشبهه كل اسم اباعي مزيد فيه ك جرهر وجواهر وصريف وصيارف ومسجد ومساجد
(4/134)

واحترز بقوله من غير ما مضى من الرباعي الذي سبق ذكر جمعه كأحمر وحمراء ونحوهما مما سبق ذكره
وأشار بقوله ومن خماسي جرد الآخر أنف بالقياس إلى أن الخماسي المجرد عن الزيادة يجمع على فعائل قياسا ويحذف خامسه نحو سفارج في سفرجل وفرازد في فرزدق وخوارن في خورنق
وأشار بقوله والرابع الشبيه بالمزيد البيت إلى أنه يجوز حذف رابع الخماسي المجرد عن الزيادة وإبقاء خامسه إذا كان رابعه مشبها للحرف الزائد بأن كان من حروف الزيادة كنون خورنق أو كان من مخرج حروف الزيادة كدال فرزدق فيجوز أن يقال خوارق وفرازق والكثير الأول وهو حذف الخامس وإبقاء الرابع نحو خوارن وفرازد
فإن كان الرابع غير مشبه للزائد لم يجز حذفه بل يتعين حذف الخامس فتقول في سفرجل سفارج ولا يجوز سفارل
وأشار بقوله وزائد العادي الرباعي البيت إلى أنه إذا كان الخماسي مزيدا فيه حرف حذف ذلك الحرف إن لم يكن حرف مد قبل الآخر فتقول في سبطري سباطر وفي فدوكس فداكس وفي مدحرج دحارج
فإن كان الحرف الزائد حرف مد قبل الآخر لم يحذف بل يجمع الاسم على فعاليل نحو قرطاس وقراطيس وقنديل وقناديل وعصفور وعصافير
(4/135)

( والسين والتا من ك مستدع أزل ... إذ ببنا الجمع بقاهما مخل )
( والميم أولى من سواه بالبقا ... والهمز واليا مثله إن سبقا )
إذا اشتمل الاسم على زيادة لو أبقيت لاختل بناء الجمع الذي هو نهاية ما ترتقى إليه الجموع وهو فعالل وفعاليل حذفت الزيادة فإن أمكن جمعه على إحدى الصيغتين بحذف بعض الزائد وإبقاء البعض فله حالتان
إحداهما أن يكون للبعض مزية على الآخر
والثانية أن لا يكون كذلك
والأولى هي المرادة هنا والثانية ستأتي في البيت الذي في آخر الباب
ومثال الأولى مستدع فتقول في جمعه مداع فتحذف السين والتاء وتبقى الميم لأنهاا مصدرة ومجردة للدلالة على معنى وتقول في ألندد
(4/136)

ويلندد ألاد ويلاد فتحذف النون وتبقى الهمزة من ألندد والياء من يلندد لتصدرهما ولأنهما في موضع يقعان فيه دالين على معنى نحو أقوم ويقوم بخلاف النون فإنها في موضع لا تدل فيه على معنى أصلا
والألندد واليلندد الخصم يقال رجل ألندد ويلندد أي خصم مثل الألد
( والياء لا الواو أحذف أن جمعت ما ... ك حيزبون فهو حكم حتما )
إذا اشتمل الاسم على زيادتين وكان حذف إحدهما بتأتي معه صيغة الجمع وحذف الأخرى لا يتأتى معه ذلك حذف مالا يتأتى معه صيغة الجمع وأبقى الآخر فتقول في حيزبون حزابين فتحذف الياء وتبقى الواو فتقلب ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وأوثرت الواو بالبقاء لأنها لو حذفت لم يغن حذفها عن حذف الياء لأن بقاء الياء مفوت لصيغة منتهى الجموع
والحيزبون العجوز
(4/137)

( وخيروا في زائدي سرندى ... وكل ماضاهاه ك العلندى )
يعني أنه إذا لم يكن لأحد الزائدين مزية على الآخر كنت بالخيار فتقول في سرندى سراند بحذف الألف وإبقاء النون وسراد بحذف النون وإبقاء الألف وكذلك علندى فتقول علاند وعلاد ومثلهما حبنطى فتقول حبانط وحباط لأنهما زيادتان زيدتا معا للالحاق بسفرجل ولامزية لإحداهما على الأخرى وهذا شأن كل زيادتين زيدتا للالحاق
والسرندى الشديد والأثنى سراندة والعلندى بالفتح الغليظ من كل شيء وربما قيل جمل علندى بالصم والحبنطى القصير البطين يقال رجل حبنطى بالتنوين وامرأة حبنطاة
(4/138)

التصغير
( فعيلا اجعل الثلاثي إذا ... صغرته نحو قذى في قذى )
( فعيعل مع فعيعيل لما ... فاق كجعل درهم دريهما )
إذا صغر الاسم المتمكن ضم أوله وفتح ثانيه وزيد بعد ثانيه ياء
(4/139)

ساكنة ويقتصر على ذلك إن كان الاسم ثلاثيا فتقول في فلس فليس وفي قذى قذى
وإن كان رباعيا فأكثر فعل به ذلك وكسر ما بعد الياء فتقول في درهم دريهم وفي عصفور عصيفير
فأمثلة التصغير ثلاثة فعيل وفعيعل وفعيعيل
( وما به لمنتهى الجمع وصل ... به ألى أمثلة التصغير صل )
أي إذا كان الاسم مما يصغر على فعيعل أو على فعيعيل توصل إلى تصغيره بما سبق أنه يتوصل به إلى تكسيره على فعالل أو فعاليل من حذف حرف أصلى أو زائد فتقول في سفرجل وسفيرج كما تقول سفارج وفي مستدع مديع كما تقول مداع فتحذف
(4/140)

في التصغير ما حذفت في الجمع وتقول في علندى عليند وإن شئت قلت عليد كماتقول في الجمع علاند وعلاد
( وجائز تعويض يا قبل الطرف ... إن كان بعض الاسم فيهما انحذف ) أي يجوز أن يعوض مما حذف في التصغير أو التكسير ياء قبل الآخر فتقول في سفرجل سفيريج وسفاريج وفي حبنطى حبينيط وحبانيط
( وحائد عن القياس كل ما ... خالف في البابين حكما رسما )
(4/141)

أي قد يجيء كل من التصغير والتكسير على غير لفظ واحده فيحفظ ولا يقاس عليه كقولهم في تصغير مغرب مغيربان وفي عشية عشيشية وقولهم في جمع رهط أراهط وفي باطل أباطيل
( لتلويا التصغير من قبل علم ... تأنيث أو مدته الفتح انحتم )
( كذاك ما مدة أفعال سبق ... أو مد سكران وما به التجق )
(4/142)

أي يجب فتح ما ولى ياء التصغير إن وليته تاء التأنيث أو ألفه المقصورة أو الممدودة أو ألف أفعال جمعا أو ألف فعلان الذي مؤنثه فعلى فتقول في تمرة تميرة وفي حبلى وحبيلى وفي حمراء حميراء وفي أجمال أجيمال وفي سكران سكيران
فإن كان فعلان من غير باب سكران لم يفتح ما قبل ألفه بل يكسر فتقلب الألف ياء فتقول في سرحان سريحين كما تقول في الجمع سراحين
ويكسر ما بعد ياء التصغير في غير ما ذكر إن لم يكن حرف إعراب فتقول في درهم دريهم وفي عصفور عصيفير
فإن كان حرف إعراب حركته بحركة الإعراب نحو هذا فليس ورأيت فليسا ومررت يفليس
(4/143)

( وألف التأنيث حيث مدا ... وتاؤه منفصلين عدا )
( كذا المزيد آخرا للنسب ... وعجز المضاف والمركب )
( وهكذا زيادتا فعلانا ... من بعد اربع كزعفرانا )
( وقدر انفصال ما دل على ... تثنية أو جمع تصحيح جلا )
(4/144)

لا يعتقد في التصغير بألف التأنيث الممدودة ولا بتاء التأنيث ولا بزيادة ياء النسب ولا بعجز المضاف ولا بعجز المركب ولا بالألف والنون المزيدتين بعد أربعة أحرف فصاعدا ولا بعلامة التثنية ولا بعلامة جمع التصحيح
ومعنى كون هذه لا يعتد بها أنه لا يضر بقاؤها مفصولة عن ياء التصغير بحرفين أصليين فيقال في جخد باء جخيد باء وفي حنظلة وحنيظلة وفي عبقري عبيقري وفي بعلبك وبعيلبك وفي عبد الله عبيد الله وفي زعفران زعيفران وفي مسلمين مسيلمين وفي مسلمين مسيلمين وفي مسلمات مسيلمات
( وألف التأنيث ذو القصر متى ... زاد على أربعة لن يثبتا )
(4/145)

( وعند تصغير حبارى خير ... بين الحيرى فادر والحبير )
أي إذا كانت ألف التأنيث المقصورة خامسة فصاعدا وجب حذفها في التصغير لأن بقاءها يخرج البناء عن مثال فعيعل وفعيعيل فتقول في قرقرى قريقر وفي لغيزى لغيغيز
فإن كانت خامسة وقبلها مدة زائدة جاز حذف المدة المزيدة وإبقاء ألف التأنيث فتقول في حبارى حبيرى وجاز أيضا حذف ألف التأنيث وإبقاء المدة فتقول حبير
( واردد لأصل ثانيا لينا قلب ... فقيمة صير قويمة تصب )
(4/146)

( وشذ في عيد عييد وحتم ... للجمع من ذا ما لتصغير علم )
( والألف النانى المزيد يجعل ... واوا كذا ما الأصل فيه يجهل )
أي إذا كان ثاني الاسم المصغر من حروف اللين وجب رده إلى أصله
فإن كان أصله الواو قلب واوا فتقول في قيمة قويمة وفي باب بويب
وإن كان أصله الياء قلب ياء فتقول في موقن مييقن وفي ناب نييب
وشذ قولهم في عيد عييد والقياس عويد بقلب الياء واوا لأنها أصله لأنه من عاد يعود
فإن كان ثاني الاسم المصغر ألفا مزيدة أو مجهولة الأصل وجب قلبها واوا فتقول في ضارب ضويرب وفي عاج عويج
(4/147)

والتكسير فيما ذكرناه كالتصغير فتقول في باب أبواب وفي ناب أنياب وفي ضاربة ضوارب
( وكمل المنقوص في التصغير ما ... لم يحو غير التاء ثالثا كما )
المراد بالمنقوص هنا ما نقص منه حرف فإذا صغر هذا النوع من الأسماء فلا يخلو إما أن يكون ثنائيا مجردا عن التاء أو ثنائيا ملتبسا بها أو ثلاثيا مجردا عنها
فإن كان ثنائيا مجردا عن التاء أو ملتبسا بها رد إليه في التصغير ما نقص منه فيقال في دم دمى وفي شفة شفيهة وفي عدة وعيدة وفي ماء مسمى به موي
وإن كان على ثلاثة أحرف وثالثة غير تاء التأنيث صغر على لفظه ولم يرد إليه شيء فتقول في شاك السلاح شويك
(4/148)

( ومن بترخيم يصغر اكتفى ... بالأصل كالعطيف يعني المعطفا )
من التصغير نوع يسمى تصغير الترخيم وهو عبارة عن تصغير الاسم بعد تجريده من الزوائد التي هي فيه
فإن كانت أصوله ثلاثة صغر على فعيل ثم إن كان المسمى به مذكرا جرد عن التاء وإن كان مؤنثا ألحق تاء التأنيث فيقال في المعطف عطيف وفي حامد حميد وفي حبلى حبيلة وفي سوداء سويدة
وإن كانت أصوله أربعة صغر على فعيعل فتقول في قرطاس قريطس وفي عصفور عصيفر
( وأختم بتا التأنيث ما صغرت من ... مؤنث عار ثلاثي كسن )
(4/149)

( مالم يكن بالتا يرى ذا لبس ... كشجر وبقر وخمس )
( وشذ ترك دون لبس ونذر ... لحاق تا فيما ثلاثيا كثر )
إذا صغر الثلاثي المؤنث الخالي من علامة التأنيث لحقته التاء عند أمن اللبس وشذ حذفها حينئذ فتقول في سن سنينة وفي دار دويرة وفي يد يدية
فإن خيف اللبس لم تلحقه التاء فتقول في شجر وبقر وخمس شجير وبقير وخميس بلا تاء إذ لو قلت شجيرة وبقيرة وخميسة لالتبس بتصغير شجرة وبقرة وخمسة المعدود به مذكر
وما شذ فيه الحذف عند أمن اللبس قولهم في ذود وحرب وقوس ونعل ذويد وحريب وقويس ونعيل
(4/150)

وشذ أيضا لحاق التاء فيما زاد على ثلاثة أحرف كقولهم في قدام قديديمة
( وصغروا شذوذا الذي التي ... وذا مع الفروع منها تا وتي )
التصغير من خواص الأسماء المتمكنة فلا تصغر المبنيات وشذ تصغير الذي وفروعه وذا وفروعه قالوا في الذي اللذيا وفي التي اللتيا وفي ذا وتا ذيا وتيا
(4/151)

النسب
( ياء كيا الكرسي زادوا للنسب ... وكل ما تليه كسره وجب )
إذا أريد إضافة شيء إلى بلد أو قبيلة أو نحو ذلك جعل آخره يا مشددة مكسورا ما قبلها فيقال في النسب إلى دمشق دمشقي وإلى تميم تميمي وإلى أحمد أحمدى
( ومثله مما حواه احذف وتا ... تأنيث أو مدته لا تثبتا )
(4/152)

( وإن تكن تربع ذا ثان سكن ... فقلبها واوا وحذفها حسن )
يعني أنه إذا كان في آخر الاسم ياء كياء الكرسى في كونها مشددة واقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعدا وجب حذفها وجعل ياء النسب موضعها فيقال في النسب إلى الشافعي شافعي وفي النسب إلى مرمى مرمى
وكذلك إن كان آخر الاسم تاء التأنيث وجب حذفها للنسب فيقال في النسب إلى مكة مكى
ومثل تاء التأنيث في وجوب الحذف للنسب ألف التأنيث المقصورة إذا كانت خامسة فصاعدا كحبارى وحبارى أو رابعة متحركا ثاني ما هي
(4/153)

فيه كجمزى وجمزى وإن كانت رابعة ساكنا ثاني ما هي فيه كحبلى جاز فيها جهان أحدهما الحذف وهو المختار فتقول حبلى والثاني قبلها واوا فتقول حبلوى
( لشهها الملحق والأصلى ما ... لها وللأصلى قلب يعتمى )
( والألف الجاز أربعا أزل ... كذاك يا المنقوص خامسا عزل )
( والحذف في اليا رابعا أحق من ... فلب وحتم قلب ثالث يعن )
(4/154)

يعني أن ألف الإلحاق المقصورة كألف التأنيث في وجوب الحذف إن كانت خامسة كحبركى وحبركى وجواز الحذف والقلب إن كانت رابعة كعلقى وعلقى وعلقوى ولكن المختار هنا القلب عكس ألف التأنيث
وأما الألف الأصلية فإن كانت ثالثة قلبت واوا كعصا وعصوى وفتى وفتوى وإن كانت رابعة قلبت أيضا واوا كملهوى وربما حذفت كملهى والأول هو المختار وأشار بقوله وللاصلي قلب يعتمى أي يختار يقال اعتميت الشيء أي اخترته وإن كانت خامسة فصاعدا وجب الحذف كمصطفى في مصطفى وإلى ذلك أشار بقوله والألف الجائز أربعا أزل
وأشار بقوله كذاك يا المنقوص إلى آخره إلى أنه إذا نسب إلى المنقوص فإن كانت ياؤه ثالثة قلبت واوا وفتح ما قبلها نحو شجوى في شج وإن كانت رابعة حذفت نحو قاضي في قاض وقد تقلب واوا نحو قاضوى وإن كانت خامسة فصاعدا وجب حذفها كمعتدى في معتد ومستعلى في مستعل
والحبركى ذكر القراد والأنثى حبركاة والعلقى بنت واحدة علقاه
( وأول ذا القلب انفتاحا وفعل ... وفعل عينهما افتح وفعل )
(4/155)

يعنى أنه إذا قلبت ياء المنقوص واوا وجب فتح ما قبلها نحو شجوى وقاضوى
وأشار بقوله وفعل إلى آخره إلى أنه إذا نسب إلى ما قبل آخره كسرة وكانت الكسرة مسبوقة بحرف واحد وجب التخفيف بجعل الكسرة فتحة فيقال في نمر نمرى وفي دئل دؤلى به وفي إبل إبلى
( وقيل في المرمى مرموى ... واختير في استعمالهم مرمى )
قد سبق أنه إذا كان آخر الاسم ياء مشددة مسبوقة بأكثر من حرفين وجب حذفها في النسب فيقال في الشافعي شافعي وفي مرمى مرمى
وأشار هنا إلى أنه إذا كانت إحدى الياءين أصلا والأخرى زائدة فمن
(4/156)

العرب من يكتفى بحذف الزائدة منهما ويبقى الأصلية ويقلبها واوا فيقول في المرمي مرموى وهي لغة قليلة والمختار اللغة الأولى وهي الحذف سواء كانتا زائدتين أم لا فتقول في الشافعي شافعي وفي مرمى مرمى
( ونحو حى فتح ثانيه يجب ... واردده واوا إن يكن عنه قلب )
قد سبق حكم الياء المشددة المسبوقة بأكثر من حرفين
وأشار هنا إلى أنها إذا كانت مسبوقة بحرف واحد لم يحذف من الاسم في النسب شيء بل يفتح ثانيه ويقلب ثالثه واوا ثم إن كان ثانيه ليس بدلا من واو لم يغير وإن كان بدلا من واو قلب واوا فتقول في حى حيوى لأنه من حييت وفي طى طووى لأنه من طويت
(4/157)

( وعلم التثنية أحذف للنسب ... ومثل ذا في جمع تصحيح وجب )
يحذف من المنسوب إليه ما فيه من علامة تثنية أو جمع تصحيح
فإذا سميت رجلا زيدان وأعربته بالألف رفعا وبالياء جرا ونصبا قلت زيدي وتقول فيمن اسمه زيدون إذا أعربته بالحروف زيدى وفيمن اسمه هندات هندى
( وثالث من نحو طيب حذف ... وشذ طائي مقولا بالألف )
قد سبق أنه يجب كسر ما قبل ياء النسب فإذا وقع قبل الحرف الذي يجب كسره في النسب ياء مكسورة مدغم فيها ياء وجب حذف الياء المكسورة فتقول في طيب طيبى
(4/158)

وقياس النسب في طيىء طيىء لكن تركوا القياس وقالوا طائي بإبدال الياء ألفا
فلو كانت الياء المدغم فيها مفتوحة لم تحذف نحو هبيخى في هبيخ
والهبيخ الغلام الممتلىء والأنثي هبيخة
( وفعلى في فعيلة التزم ... وفعلى في فعلة حتم )
يقال في النسب إلى فعيلة فعلى بفتح عينه وحذف يائه إن لم يكن معتل العين ولا مضاعفا كما يأتي فتقول في حنيفة حنفي
ويقال في النسب إلى فعيلة فعلى بحذف الياء إن لم يكن مضاعفا فتقول في جهينة جهنى
(4/159)

( وألحقوا معل لام عريا ... من المثالين بما التا أوليا )
يعني أن ما كان على فعيل أو فعيل بلا تاء وكان معتل اللام فحكمه حكم ما فيه التاء في وجوب حذف يائه وفتح عينه فتقول في عدى عدوى وفي قصى قصوى كما تقول في أمية أموى فإن كان فعيل وفعيل صحيحى اللام لم يحذف شيء منهما فتقول في عقيل عقيلى وفي عقيل عقيلى
(4/160)

( وتمموا ما كان كالطويله ... وهكذا ما كان كالجليله )
يعني أن ما كان على فعيلة وكان معتل العين أو مضاعفا لا تحذف ياؤه في النسب فتقول في طويلة طويلى وفي جليلة جليلى وكذلك أيضا ما كان على فعيلة وكان مضاعفا فتقول في قليلة قليلى
( وهمز ذي مد ينال في النسب ... ما كان في تثنية له انتسب )
حكم همزة الممدود في النسب كحكمها في التثنية فإن كانت زائدة للتأنيث قلبت واوا نحو حمراوي في حمراء أو زائدة للالحاق كعلباء أو بدلا
(4/161)

من أصل نحو كساء فوجهان التصحيح نحو علبائي وكسائي والقلب نحو علباوي وكساوي أو أصلا فالتصحيح لا غير نحو قرائي في قراء
( وأنسب لصدر جملة وصدر ما ... ركب مزجا ولئان تمما )
( إضافة مبدوءة بابن أو أب ... أو ماله التعريف بالثاني وجب )
( فيما سوى هذا انسبن للأول ... مالم يخف لبس كعبد الأشهل )
(4/162)

إذا نسب إلى الاسم المركب فإن كان مركبا تركيب جملة أو تركيب مزج حذف عجزه وألحق صدره ياء النسب فتقول في تأبط شرا تأبطى وفي بعلبك بعلى وإن كان مركبا تركيب إضافة فإن كان صدره ابنا أو أبا أو كان معرفا بعجزه حذف صدره وألحق عجزه ياء النسب فتقول في ابن الزبير زبيرى وفي أبي بكر بكري وفي غلام زيد زيدى فإن لم يكن كذلك فإن لم يخف لبس عند حذف عجزه حذف عجزه ونسب إلى صدره فتقول في امرىء القيس أمرئي وإن خيف لبس حذف صدره ونسب إلى عجزه فتقول في عبد الأشهل وعبد القيس أشهلى وقيسي
( وأجبر برد اللام ما منه حذف ... جوازا أن لم يك رده ألف )
(4/163)

( في جمعى التصحيح أو في التثنيه ... وحق مجبور بهذى توفية )
إذا كان المنسوب إليه محذوف اللام فلا يخلو إما أن تكون لامه مستحقة للرد في جمعى التصحيح أو في التثنية أولا
فإن لم تكن مستحقة للرد فيما ذكر جاز لك في النسب الرد وتركه فتقول في يد وابن يدوى وبنوى وابنى ويدى كقولهم في التثنية يدان وابنان وفي يد علما لمذكر يدون
وإن كانت مستحقة للرد في جمعى التصحيح أو في التثنية وجب ردها في النسب فتقول في أب وأخ وأخت أبوى وأخوى كقولهم أبوان وأخوان وأخوات
( وبأخ اختا وبابن بنتا ... ألحق ويونس أبي حذف التا )
(4/164)

مذهب الخليل وسيبويه رحمها الله تعالى إلحاق أخت وبنت في النسب بأخ وابن فتحذف منهما تاء التأنيث ويرد إليهما المحذوف فيقال أخوى وبنوى كما يفعل بأخ وابن
ومذهب يونس أنه ينسب إليهما على لفظيهما فتقول أختي وبنتي
( وضاعف الثاني من ثنائي ... ثانيه ذو لين كلا ولائى )
إذا نسب إلى ثنائي لا ثالث له فلا يخلو الثاني إما أن يكون حرفا صحيحا أو حرفا معتلا
فإن كان حرفا صحيحا جاز فيه التضعيف وعدمه فتقول في كم كمى وكمى
وإن كان حرفا معتلا وجب تضعيفه فتقول في لو لوى
وإن كان الحرف الثاني ألفا ضوعفت وأبدلت الثانية همزة فتقول في رجل اسمه لا لائى ويجوز قلب الهمزة واوا فتقول لاوى
(4/165)

( وإن يكن كشية ما أليا عدم ... فجبره وفتح عينه التزم )
إذا نسب إلى اسم محذوف الفاء فلا يخلو إما أن يكون صحيح اللام أو معتلها
فإن كان صحيحها لم يرد إليه المحذوف فتقول في عدة وصفة عدى وصفى
وإن كان معتلها وجب الرد ويجب أيضا عند سيبويه رحمه الله فتح عينه فتقول في شية وشوى
(4/166)

( والواحد أذكر ناسبا للجمع ... إن لم يشابه واحدا بالوضع )
إذا نسب إلى جمع باق على جمعيته جيء بواحده ونسب إليه كقولك في النسب إلى الفرائض فرى
هذا إن لم يكن جاريا مجرى العلم فإن جرى مجراه كأنصار نسب إليه على لفظه فتقول في أنصار أنصارى وكذا إن كان علما فتقول في أنمار أنمارى
( ومع فاعل وفعال فعل ... في نسب أغنى عن اليا فقبل )
يستغنى غالبا في النسب عن يائه ببناء الاسم على فاعل بمعنى صاحب كذا نحو تآمر ولابن أي صاحب تمر وصاحب لبن وببنائه على فعال في
(4/167)

الحرف غالبا كبقال وبزار وقد يكون فعال بمعنى صاحب كذا وجعل منه قوله تعالى ( وما ربك بظلام للعبيد ) أي بذي ظلم
وقد يستغنى عن ياء النسب أيضا بفعل بمعنى صاحب كذا نحو رجل طعم ولبس أي صاحب طعام ولباس وأنشد سيبويه رحمه الله تعالى
356 - ( لست بليلى ولكني نهر ... لا أدلج الليل ولكن أبتكر )
أي ولكني نهاري أي عامل بالنهار
(4/168)

( وغير ما أسلفته مقررا ... على الذي ينقل منه اقتصرا )
أي ما جاء من المنسوب مخالفا لما سبق تقريره فهو من شواذ النسب يحفظ ولا يقاس عليه كقولهم في النسب إلى البصرة بصرى وإلى الدهر دهرى وإلى مرو مروزى
(4/169)

الوقف
( تنوينا أثر فتح اجعل ألفا ... وقفا وتلو غير فتح احذفا )
أي إذا وقف على الاسم المنون فإن كان التنوين واقعا بعد فتحه أبدل ألفا ويشمل ذلك ما فتحته للإعراب نحو رأيت زيدا وما فتحته لغير الإعراب كقولك في إبها وويها إيها وويها
وإن كان التنوين واقعا بعد ضمة أو كسرة حذف وسكن ما قبله كقولك في جاء زيد ومررت بزيد جاء زيد ومررت بزيد
( واحذف لوقف في سوى اضطرار ... صلة غير الفتح في الإضمار )
(4/170)

( وأشبهت إذا منونا نصب ... فألفا في الوقف نونها قلب )
إذا وقف على هاء الضمير فإن كانت مضمومة نحو رأيته أو مكسورة نحو مررت به حذفت صلتها ووقف على الهاء ساكنة إلا في الضرورة وإن كانت مفتوحة نحو هند رأيتها وقف على الألف ولم تحذف
وشبهوا إذا بالمنصوب المنون فأبدلوا نونها ألفا في الوقف
( وحذف يا المنقوص ذي التنوين ما ... لم ينصب أولى من ثبوت فاعلما )
( وغير ذي التنوين بالعكس وفى ... نحو مر لزوم رد اليا اقتفى )
(4/171)

إذا وقف على المنقوص المنون فإن كان منصوبا أبدل من تنوينه ألف نحو رأيت قاضيا فإن لم يكن منصوبا فالمختار الوقف عليه بالحذف إلا أن يكون محذوف العين أو الفاء كما سيأتي فتقول هذا قاض ومررت بقاض ويجوز الوقف عليه بإثبات الياء كقراءة ابن كثير ولكل قوم هادى
فإن كان المنقوص محذوف العين كمر اسم فاعل من أرى أو الفاء كيفى علما لم يوقف إلا بإثبات الياء فنقول هذا مرى وهذا يفي وإليه أشار بقوله وفي نحو مر لزوم رد اليا اقتفى
فإن كان المنقوص غير منون فإن كان منصوبا ثبتت ياؤه ساكنة نحو رأيت القاضي وإن كان مرفوعا أو مجرورا جاز إثبات الياء وحذفها والإثبات أجود نحو هذا القاضي ومررت بالقاضي
( وغيرها التأنيث من محرك ... سكنه أوقف رائم التحرك )
(4/172)

( أو أشمم الضمة أوقف مضعفا ... ما ليس همزا أو عليلا إن قفا )
( محركا وحركات أنقلا ... لساكن تحريكه لن يحظلا )
إذا أريد الوقف على الاسم المحرك الآخر فلا يخلو آخره من أن يكون هاء التأنيث أو غيرها
فإن كان آخره هاء التأنيث وجب الوقف عليها بالسكون كقولك في هذه فاطمة أقبلت هذه فاطمة
(4/173)

وإن كان آخره غير هاء التأنيث ففي الوقف عليه خمسة أوجه التسكين والروم والإشمام والتضعيف والنقل
فالروم عبارة عن الإشارة إلى الحركة بصوت خفي
والإشمام عبارة عن ضم الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير ولا يكون إلا فيما حركته ضمة
وشرط الوقف بالتضعيف أن لا يكون الأخير همزة كخطأ ولا معتلا كفتى وأن يلي حركة كالجمل فتقول في الوقف عليه الجمل بتشديد اللام فإن كان ما قبل الأخير ساكنا امتنع التضعيف كالحمل
والوقف بالنقل عبارة عن تسكين الحرف الأخير ونقل حركته إلى الحرف الذي قبله وشرطه أن يكون ما قبل الآخر ساكنا قابلا للحركة نحو هذا الضرب ورأيت الضرب ومررت بالضرب
فإن كان ما قبل الآخر محركا لم يوقف بالنقل كجعفر
وكذا إن كان ساكنا لا يقبل الحركة كالألف نحو باب وإنسان
( ونقل فتح من سوى المهموز لا ... يراه بصرى وكوف نقلا )
(4/174)

مذهبب الكوفيين أنه يجوز الوقف بالنقل سواء كانت الحركة فتحة أو ضمة أو كسرة وسواء كان الأخير مهموزا أو غير مهموز فتقول عندهم هذا الضرب ورأيت الضرب ومررت بالضرب في الوقف على الضرب وهذا الرد ورأيت الرد ومررت بالرد في الوقف على الرد
ومذهب البصريين أنه لا يجوز النقل إذا كانت الحركة فتحة إلا إذا كان الآخر مهموزا فيجوز عندهم رأيت الرد ويمتنع رأيت الضرب
ومذهب الكوفيين أولى لأنهم نقلوه عن العرب
( والنقل إن يعدم نظير ممتنع ... وذاك في المهموز ليس يمتنع )
يعني أنه متى أدى النقل إلى أن تصير الكلمة على بناء غير موجود في كلامهم امتنع ذلك إلا إن كان الآخر همزة فيجوز فعلى هذا يمتنع هذا العلم
(4/175)

في الوقف على العلم لأن فعلا مفقود في كلامهم ويجوز هذا الرد لأن الآخر همزة
( في الوقف تا تأنيث الاسم هاجعل ... إن لم يكن بساكن صح وصل )
( وقل ذا في جمع تصحيح وما ... ضاهى وغير ذين بالعكس انتمى )
إذا وقف على ما فيه تاء التأنيث فإن كان فعلا وقف عليه بالتاء نحو هند قامت وإن كان اسما فإن كان مفردا فلا يخلو إما أن يكون ما قبلها ساكنا
(4/176)

صحيحا أولا فإن كان ما قبلها ساكنا صحيحا وقف عليه بالتاء نحو بنت وأخت وإن كان غير ذلك وقف عليه بالهاء نحو فاطمة وحمزة وفتاه
وإن كان جمعا أو شبهه وقف عليه بالتاء نحو هندات وهيهات
وقل الوقف على المفرد بالتاء نحو فاطمت وعلى جمع التصحيح وشبهه بالهاء نحو هنداه وهيهاه
( وقف بها السكت على الفعل المعل ... بحذف آخر كأعط من سأل )
( وليس حتما في سوى ماكع أو ... كيع مجزوما فراع مارعوا )
(4/177)

ويجوز الوقف بهاء السكت على كل فعل حذف آخره للجزم أو الوقف كقولك في لم يعط لم يعطه وفي أعط أعطه
ولا يلزم ذلك إلا إذا كان الفعل الذي حذف آخره قد بقي على حرف واحد أو على حرفين أحدهما زائد فالأول كقولك في ع وق عه وقه والثاني كقولك في لم يع ولم يق لم يعه ولم يقه
( وما في الاستفهام إن جرت حذف ... ألفها وأولها الها إن تقف )
( وليس حتما في سوى ما انخفضا ... باسم كقولك اقتضاء م اقتضى )
(4/178)

إذا دخل على ما الاستفهامية جار وجب حذف ألفها نحو عم تسأل وبم جئت واقتضاء م اقتضى زيد وإذا وقف عليها بعد دخول الجار فإما أن يكون الجار لها حرفا أو اسما فإن كان حرفا جاز إلحاق هاء السكت نحو عمه وفيمه وإن كان اسما وجب إلحاقها نحو اقتضاء مه ومجيء مه
( ووصل ذي الهاء أجز بكل ما ... حرك تحريك بناء لزما )
( ووصلها بغير تحريك بناا ... أديم شذ في المدام استحسنا )
(4/179)

يجوز الوقف بهاء السكت على كل متحرك بحركة بناء لازمة لا تشبه حركة إعراب كقولك في كيف وكيفه ولا يوقف بها على ما حركته إعرابية نحو جاء زيد ولا على ما حركته مشبهة للحركة الإعرابية كحركة الفعل الماضي ولا على ما حركته البنائية غير لازمة نحو قبل وبعد والمنادى المفرد نحو يا زيد ويا رجل واسم لا التي لنفي الجنس نحو لا رجل وشذ وصلها بما حركته البنائية غير لازمة كقولهم في من عل من عله واستحسن إلحاقها بما حركته دائمة لازمة
( وربما أعطى لفظ الوصل ما ... للوقف نثرا وفشا منتظما )
(4/180)

قد يعطى الوصل حكم الوقف وذلك كثير في النظم قليل في النثر ومنه في النثر قوله تعالى ( لم يتسنه وانظر ) ومن النظم قوله
357 - ( مثل الحريق وافق القصبا ... )
فضعف الباء وهي موصولة بحرف الإطلاق وهو الألف
(4/181)

الإمالة
( الألف المبدل من يا في طرف ... أمل كذا الواقع منه اليا خلف )
( دون مزيد أو شذوذ ولما ... تليه ها التأنيث ما الها عدما )
الإمالة عبارة عن أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء
(4/182)

وتمال الألف إذا كانت طرفا بدلا من ياء أو صائرة إلى الياء دون زيادة أو شذوذ فالأول كألف رمى ومرمى والثاني كألف ملهى فإنها تصير ياء في التثنية نحو ملهيان
واحترز بقوله دون مزيد أو شذوذ مما يصير ياء بسبب زيادة ياء التصغير نحو قفى أو في لغة شاذة كقول هذيل في قفا إذا أضيف إلى ياء المتكلم قفى
وأشار بقوله ولما تليه ها التأنيث ما الها عدما إلى أن الألف التي وجد فيها سبب الإمالة تمال وإن وليتها هاء التأنيث كفتاة
( وهكذا بدل عين الفعل إن ... يؤل إلى فلت كماضي خف ودن )
أي كما تمال الألف المتطرفة كما سبق تمال الألف الواقعة بدلا من عين فعل يصير عند إسناده إلى تاء الضمير على وزن فلت بكسر الفاء سواء كانت العين واوا كخاف أو ياء كباع وكدان فيجوز إمالتها كقولك خفت ودنت وبعت
(4/183)

فإن كان الفعل يصير عند إسناده إلى التاء على وزن فلت بضم الفاء امتنعت الإمالة نحو قال وجال فلا تملها كقولك قلت وجلت
( كذاك تالي الياء والفصل اغتفر ... بحرف أو مع ها كجيبها أدر )
كذاك تمال الألف الواقعة بعد الياء متصلة بها نحو بيان أو منفصلة بحرف نحو يسار أو بحرفين أحدهما هاء نحو أدر جيبها فإن لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة لبعد الألف عن الياء نحو بيننا والله أعلم
( كذاك ما يليه كمر أو بلى ... تالي كسر أو سكون قد ولى )
(4/184)

( كسرا وفصل الهاكلا فصل يعد ... فدرهماك من يمله لم يصد )
أي كذلك تمال الألف إذا وليتها كسرة نحو عالم أو وقعت بعد حرف يلي كسرة نحو كتاب أو بعد حرفين وليا كسرة أولهما ساكن نحو شملال أو كلاهما متحرك ولكن أحدهما هاء نحو يريد أن يضربها
وكذلك يمال ما فصل فيه الهاء بين الحرفين اللذين وقعا بعد الكسرة أولهما ساكن نحو هذان درهماك والله أعلم
( وحرف الاستعلا يكف مظهرا ... من كسر أويا وكذا تكف را )
(4/185)

( إن كان ما يكف بعد متصل ... أو بعد حرف أو بحرفين فصل )
( كذا إذا قدم ما لم ينكسر ... أو يسكن أثر الكسر كالمطوع مر )
حروف الاستعلاء سبعة وهي الخاء والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والقاف وكل واحد منهما يمنع الإمالة إذا كان سببها كسرة ظاهرة أو ياء موجودة ووقع بعد الألف متصلا بها كساخط وحاصل أو مفصولا بحرف كنافخ وناعق أو حرفين كمناشيط ومواثيق
(4/186)

وحكم حرف الاستعلاء في منع الإمالة يعطى للراء التي هي غير مكسورة وهي المضمومة نحو هذا عذار والمفتوحة نحو هذان عذاران بخلاف المكسورة على ما سيأتي إن شاء الله تعالى
وأشار بقوله كذا إذا قدم البيت إلى أن حرف الاستعلاء المتقدم يكف سبب الإمالة ما لم يكن مكسورا أو ساكنا إثر كسرة فلا يمال نحو صالح وظالم وقاتل ويمال نحو طلاب وغلاب وإصلاح
( وكف مستعل ورا ينكف ... بكسر را كغارما لا أجفو )
يعني أنه إذا اجتمع حرف الاستعلاء أو الراء التي ليست مكسورة مع المكسورة غلبتهما المكسورة وأميلت الألف لأجلها فيمال نحو على أبصارهم ودار القرار
وفهم منه جواز إمالة نحو حمارك لأنه إذا كانت الألف تمال لأجل الراء المكسورة مع وجود المقتضى لترك الإمالة وهو حرف الاستعلاء أو الراء التي ليست مكسورة فإمالتها مع عدم المقتضى لتركها أولى وأحرى
(4/187)

( ولا تمل لسبب لم يتصل ... والكف قد يوجبه ما ينفصل )
إذا انفصل سبب الإمالة لم يؤثر بخلاف سبب المنع فإنه قد يؤثر منفصلا فلا يمال أتى قاسم بخلاف أتى أحمد
( وقد أمالوا لتناسب بلا ... داع سواه كعمادا وتلا )
قد تمال الألف الخالية من سبب الإمالة لمناسبة ألف قبلها مشتملة على سبب الإمالة كإمالة الألف الثانية من نحو عمادا لمناسبة الألف الممالة قبلها وكإمالة ألف تلا كذلك
(4/188)

( ولا تمل ما لم ينل تمكنا ... دون سماع غيرها وغيرنا )
الإمالة من خواص الأسماء المتمكنة فلا يمال غير المتمكن إلا سماعا إلا ها ونا فإنهما يمالان قياسا مطردا نحو يريد أن يضربها ومر بنا
( والفتح قبل كسر راء في طرف ... أمل كللايسر مل تكف الكلف )
(4/189)

( كذا الذي تليه ها التأنيث في ... وقف إذا ما كان غير ألف )
أي تمال الفتحة قبل الراء المكسورة وصلا ووقفا نحو بشرر وللايسر مل
وكذلك يمال ما وليه هاء التأنيث من نحو قيمه ونعمه
(4/190)

التصريف
( حرف وشبهه من الصرف برى ... وما سواهما بتصريف حرى )
التصريف عبارة عن علم يبحث فيه عن أحكام بنية الكلمة العربية وما لحروفها من أصالة وزيادة وصحة وإعلال وشبه ذلك
ولا يتعلق إلا بالأسماء المتمكنة والأفعال فأما الحروف وشبهما فلا تعلق لعلم التصريف بها
( وليس أدنى من ثلاثي يرى ... قابل تصريف سوى ما غيرا )
(4/191)

يعني أنه لا يقبل التصريف من الأسماء والأفعال ما كان على حرف واحد أو على حرفين إلا إن كان محذوفا منه فأقل ما تبنى عليه الأسماء المتمكنة والأفعال ثلاثة أحرف ثم قد يعرض لبعضها نقص كيد وقل وم الله وق زيدا
( ومنتهى أسم خمس أن تجردا ... وإن يزد فيه فما سبعا عدا )
الاسم قسمان مزيد فيه ومجرد عن الزيادة
فالمزيد فيه هو ما بعض حروفه ساقط وضعا وأكثر ما يبلغ الاسم بالزيادة سبعة أحرف نحو أحر نجام واشهيباب
والمجرد عن الزيادة هو ما بعض حروفه ليس ساقطا في أصل الوضع وهو إما ثلاثي كفلس أو رباعي كجعفر وإما خماسي وهو غايته كسفرجل
(4/192)

( وغير آخر الثلاثي افتح وضم ... وأكسر وزد تسكين ثانيه تعم )
العبرة في وزن الكلمة بما عدا الحرف الأخير منها وحينئذ فالاسم الثلاثي إما أن يكون مضموم الأول أو مكسورة أو مفتوحة وعلى كل من هذه التقادير إما أن يكون مضموم الثاني أو مكسوره أو مفتوحة أو ساكنة فيخرج من هذا اثنا عشر بناء حاصلة من ضرب ثلاثة في أربعة وذلك نحو قفل وعنق ودئل وصرد ونحو علم وحبك وإبل وعنب ونحو فلس وفرس وعضد وكبد
( وفعل أهمل والعكس يقل ... لقصدهم تخصيص فعل بفعل )
(4/193)

يعني أن من الأبنية الاثنى عشر بناءين أحدهما مهمل والآخر قليل
فالأول ما كان على وزن فعل بكسر الأول وضم الثاني وهذا بناء من المصنف على عدم إثبات حبك
والثاني ما كان على وزن فعل بضم الأول وكسر الثاني كدئل وإنما قل ذلك في الأسماء لأنهم قصدوا تخصيص هذا الوزن بفعل ما لم يسم فاعله كضرب وقتل
( وافتح وضم واكسر الثاني من ... فعل ثلاثي وزد نحو ضمن )
( ومنتهاه أربع إن جردا ... وإن يزد فيه فما ستا عدا )
الفعل ينقسم إلى مجرد وإلى مزيد فيه كما انقسم الاسم إلى ذلك
(4/194)

وأكثر ما يكون عليه المجرد أربعة أحرف وأكثر ما ينتهي في الزيادة إلى ستة
وللثلاثي المجرد أربعة أوزان ثلاثة لفعل الفاعل وواحد لفعل المفعول
فالتي لفعل الفاعل فعل بفتح العين كضرب وفعل بكسرها كشرب وفعل يضمها كشرف
والذي لفعل المفعول فعل بضم الفاء وكسر العين كضمن
ولا تكون الفاء في المبنى للفاعل إلا مفتوحة ولهذا قال المصنف وافتح وضم واكسر الثاني فجعل الثاني مثلثا وسكت عن الأول فعلم أنه يكون على حالة واحدة وتلك الحالة هي الفتح
وللرباعي المجرد ثلاثة أوزان واحد لفعل الفاعل كدحرج وواحد لفعل المفعول كدحرج وواحد لفعل الأمر كدحرج
وأما المزيد فيه فإن كان ثلاثيا صار بالزيادة على أربعة أحرف كضارب أو على خمسة كانطلق أو على ستة كاستخرج وإن كان رباعيا صار بالزيادة على خمسة كتدحرج أو على ستة كاحر نجم
(4/195)

( لاسم مجرد رباع فعلل ... وفعلل وفعلل وفعلل )
( ومع فعل فعلل وإن علا ... فمع فعلل حوى فعلللا )
( كذا فعلل وفعلل وما ... غاير للزيد أو النقص انتمى )
الاسم الرباعي المجرد له ستة أوزان
الأول فعلل بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه نحو جعفر
(4/196)

الثاني فعلل بكسر أوله و ثالثه وسكون ثانيه نحو زبرج
الثالث فعلل بكسر أوله وسكون ثانية وفتح ثالثه نحو درهم وهجرع
الرابع فعلل بضم أوله وثالثه وسكون ثانيه نحو برثن
الخامس فعل بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه نحو هزبر
السادس فعلل بضم أوله وفتح ثالثه وسكون ثانيه نحو جخدب
وأشار بقوله فإن علا إلخ إلى أبنية الخماسي وهي أربعة
الأول فعلل بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه وفتح رابعه وسفرجل
الثاني فعللل بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه وكسر رابعه نحو جحمرش
الثالث فعلل بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه وكسر رابعه نحو قذعمل
(4/197)

الرابع فعلل بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه وسكون رابعه نحو قرطعب
وأشار بقوله وما غاير إلخ إلى أنه إذا جاء شيء على خلاف ما ذكر فهو إما ناقص وإما مزيد فيه فالأول كيد ودم والثاني كاستخراج واقتدار
( والحرف إن يلزم فأصل والذي ... لا يلزم الزائد مثل تا احتذى )
الحرف الذي يلزم تصاريف الكلمة هو الحرف الأصلي والذي يسقط في بعض تصاريف الكلمة هو الزائد نحو ضارب ومضروب
( بضمن فعل قابل الأصول في ... وزن وزائد بلفظه اكتفى )
(4/198)

( وضاعف اللام إذا أصل بقى كراء جعفر وقاف فستق )
إذا أريد وزن الكلمة قوبلت أصولها بالفاء والعين واللام فيقابل أولها بالفاء وثانيها بالعين وثالثها باللام فإن بقي بعد هذه الثلاثة أصل عبر عنه باللام
فإن قيل ما وزن ضرب فقل فعل وما وزن زيد فقل فعل وما وزن جعفر فقل فعلل وما وزن فستق فقل فعلل وتكرر اللام على حسب الأصول
وإن كان في الكلمة زائد عبر عنه بلفظه فإذا قيل ما وزن ضارب فقل فاعل وما وزن جوهر فقل فوعل وما وزن مستخرج فقل مستفعل
هذا إذا لم يكن الزائد ضعف حرف أصلي فإن كان ضعفه عبر عنه بما عبر به عن ذلك الأصلي وهو المراد بقوله
(4/199)

( وإن يك الزائد ضعف أصلى ... فاجعل له في الوزن ما للأصل )
فتقول في وزن أغد ودن افعوعل فتعبر عن الدال الثانية بالعين كما عبرت بها عن الدال الأولى لأن الثانية ضعفها وتقول في وزن قتل فعل ووزن كرم فعل فتعبر عن الثاني بما عبرت به عن الأول ولا يجوز أن تعبر عن هذا الزائد بلفظه فلا تقول في وزن أغدودن افعودل ولا في وزن قتل فعتل ولا في وزن كرم فعول
( واحكم بتأصيل حروف سمسم ... ونحوه والخلف في كلملم )
(4/200)

المراد يسميم الرباعي الذي تكررت فاؤه وعينه ولم يكن أحد المكررين صالحا للسقوط فهذا النوع يحكم على حروفه كلها بأنها أصول فإذا صلح أحد المكررين للسقوط في الحكم عليه بالزيادة خلاف وذلك نحو لملم أمر من لملم وكفكف أمر من كفكف فاللام الثانية والكاف الثانية صالحان للسقوط بدليل صحة لم وكف فاختلف الناس في ذلك فقيل هما مادتان وليس كفكف من كف ولا لملم من لم فلا تكون اللام والكاف زائدتين وقيل اللام زائدة وكذا الكاف وقيل هما بدلان من حرف مضاعف والأصل لمم وكفف ثم أبدل من أحد المضاعفين لام في لملم وكاف في كفكف
( فألف أكثر من أصلين ... صاحب زائد بغير مين )
إذا صحبت الألف ثلاثة أحرف أصول حكم بزيادتها نحو ضارب
(4/201)

وغضبي فإن صحبت أصلين فقط فليست زائدة بل هي إما أصل كإلى وإما بدل من أصل كقال وباع
( واليا كذا والواو إن لم يقعا ... كما هما في يؤيؤ ووعوها )
أي كذلك إذا صحبت الياء أو الواو ثلاثة أحرف أصول فإنه يحكم بزيادتهما إلا في الثنائي المكرز
فالأول كصيرف ويعمل وجوهر وعجوز
والثاني كيؤيؤ لطائر ذي مخلب ووعوعة مصدر وعوع إذا صوت
(4/202)

فالياء والواو في الأول زائدتان وفي الثاني أصليتان
( وهكذا همز وميم سبقا ... ثلاثة تأصيلها تحققا )
أي كذلك يحكم على الهمزة والميم بالزيادة إذا تقدمتا على ثلاثة أحرف أصول كأحمد ومكرم فإن سبقا أصلين حكم بأصالتهما كإبل ومهد
( كذاك همز آخر بعد ألف ... أكثر من حرفين لفظها ردف )
أي كذلك يحكم على الهمزة بالزيادة إذا وقعت آخرا بعد ألف تقدمها أكثر من حرفين نحو حمراء وعاشوراء وقاصعاء
(4/203)

فإن تقدم الألف حرفان فالهمزة غير زائدة نحو كساء ورداء فالهمزة في الأول بدل من واو وفي الثاني بدل من ياء وكذلك إذا تقدم على الألف حرف واحد كماء وداء
( والنون في الآخر كالهمز وفي ... نحو غضنفر أصالة كفى )
النون إذا وقعت آخرا بعد ألف تقدمها أكثر من حرفين حكم عليها بالزيادة كما حكم على الهمزة حين وقعت كذلك وذلك نحو زعفران وسكران
فإن لم يسبقها ثلاثة فهي أصلية نحو مكان وزمان
ويحكم أيضا على النون بالزيادة إذا وقعت بعد حرفين وبعدها حرفان كغضنفر
(4/204)

( والتاء في التأنيث والمضارعة ... ونحو الاستفعال والمطاوعة )
تزاد التاء إذا كانت للتأنيث كقائمة وللمضارعة نحو أنت تفعل أو مع السين في الاستفعال وفروعه نحو استخراج ومستخرج واستخرج أو مطاوعة فعل نحو علمته فتعلم أو فعلل كتدحرج
( والهاء وقفا كلمه ولم تره ... واللام في الإشارة المشتهره )
تزاد الهاء في الوقف نحو لمه ولم تره وقد سبق في باب الوقف بيان ما تزاد فيه وهو ما الاستفهامية المجرورة والفعل المحذوف اللام للوقف نحو ره أو المجزوم نحو لم تره وكل مبنى على حركة نحو كيفه إلا ماقطع عن الإضافة كقبل وبعد واسم لا التي لنفي الجنس نحو لا رجل والمنادى نحو يا زيد والفعل الماضي نحو ضرب
(4/205)

واطرد أيضا زيادة اللام في أسماء الإشارة نحو ذلك وتلك وهنالك
( وامنع زيادة بلا قيد ثبت ... إن لم تبين حجة كحظلت )
إذا وقع شيء من حروف الزيادة العشرة التي يجمعها قولك سألتمونيها خاليا عما قيدت به زيادته فاحكم بأصالته إلا إن قام على زيادته حجة بينة كسقوط همزة سمأل في قولهم شملت الريح شمولا إذا هبت شمالا وكسقوط نون حنظل في قولهم حظلت الإبل إذا آذاها أكل الحنظل وكسقوط تاء ملكوت في الملك
(4/206)

فصل في زيادة همزة الوصل
( للوصل همز سابق لا يثبت ... إلا إذا ابتدى به كاستثبتوا )
لا يبتدأ بساكن كما لا يوقف على متحرك فإذا كان أول الكلمة ساكنا وجب الإتيان بهمزة متحركة توصلا للنطق بالساكن وتسمى هذه الهمزة همزة وصل وشأنها أنها تثبت في الابتداء وتسقط في الدرج نحو استثبتوا أمر للجماعة بالاستثبات
( وهو لفعل ماض احتوى على ... أكثر من أربعة نحو انجلى )
( والأمر والمصدر منه وكذا ... أمر الثلاثي كاخش وامض وانفذا )
(4/207)

لما كان الفعل أصلا في التصريف اختص بكثرة مجيء أوله ساكنا فاحتاج إلى همزة الوصل فكل فعل ماض احتوى على أكثر من أربعة أحرف يجب الإتيان في أوله بهمزة الوصل نحو استخرج وانطلق وكذلك الأمر منه نحو استخرج وانطلق والمصدر نحو استخراج وانطلاق وكذلك تجب الهمزة في أمر الثلاثي نحو أخش وامض وانفذ من خشى ومضى ونفذ
( وفي أسم أست ابن ابنم سمع ... واثنين وامرىء وتأنيث تبع )
( وأيمن همز أل كذا وببدل ... مدا في الاستفهام أو يسهل )
لم تحفظ همزة الوصل في الأسماء التي ليست مصادر لفعل زائد على أربعة إلا في عشرة أسماء اسم واست وابن وابنم واثنين وامرىء وامرأة وابنة واثنتين وايمن في القسم
(4/208)

ولم تحفظ في الحروف إلا في أل ولما كانت الهمزة مع أل مفتوحة وكانت همزة الاستفهام مفتوحة لم يجز حذف همزة الاستفهام لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر بل وجب إبدال همزة الوصل ألفا نحو آلأمير قائم أو تسهيلها ومنه قوله
358 - ( أألحق إن دار الرباب تباعدت ... أو انبت حبل أن قلبك طائر )
(4/209)

الإبدال
( أحرف الابدال هدأت موطيا ... فأبدل الهمزة من واو ويا )
( آخرا أثر ألف زيد وفي ... فاعل ما أعل عينا ذا اقتفى )
هذا الباب عقده المصنف لبيان الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا وهي تسعة أحرف جمعها المصنف رحمه الله تعالى في قوله هدأت موطيا ومعنى هدأت سكنت وموطيا اسم فاعل من أوطأت الرحل إذا جعلته وطيئا لكنه خفف همزته بإبدالها ياء لانفتاحها وكسر ما قبلها
وأما غير هذه الحروف فإبدالها من غيرها شاذ أو قليل فلم يتعرض المصنف له وذلك كقولهم في اضطجع الطجع وفي أصيلان
(4/210)

أصيلال
فتبدل الهمزة من كل واو أو ياء تطرفتا ووقعتا بعد ألف زائدة نحو دعاء وبناء والأصل دعاو وبناى
فإن كانت الألف التي قبل الياء أو الواو غير زائدة لم تبدل نحو آية وراية وكذلك إن لم تتطرف الياء أو الواو كتباين وتعاون
وأشار بقوله وفي فاعل ما أعل عينا ذا اقتفى إلى أن الهمزة تبدل من الياء والواو قياسا متبعا إذا وقعت كل منهما عين اسم فاعل وأعلت في فعله نحو قائل وبائع وأصلهما قاول وبايع ولكن أعلو حملا على الفعل فكما قالوا قال وباع فقلبوا العين ألفا قالوا قائل وبائع فقلبوا عين اسم الفاعل همزة
فإن لم تعل العين في الفعل صحت في اسم الفاعل نحو عور فهو عاور وعين فهو عاين
( والمد زيد ثالثا في الواحد ... همزا يرى في مثل كالقلائد )
(4/211)

تبدل الهمزة أيضا مما وألف الجمع الذي على مثال مفاعل إن كان مدة مزيدة في الواحد نحو قلادة وقلائد وصحيفة وصحائف وعجوز وعجائز
فلو كان غير مدة لم تبدل نحو قسورة وقساور وهكذا إن كان مدة غير زائدة نحو مفازة ومفاوز ومعيشة ومعايش إلا فيما سمع فيحفظ ولا يقاس عليه نحو مصيبة ومصائب
( كذاك ثاني لينين اكتنفا ... مد مفاعل كجمع نيفا )
أي كذلك تبدل الهمزة من ثاني حرفين لينين توسط بينهما مدة مفاعل كما لو سميت رجلا بنيف ثم كسرته فإنك تقول نيائف بإبدال الياء
(4/212)

الواقعة بعد ألف الجمع همزة ومثله أول وأوائل
فلو توسط بينهما مدة مفاعيل امتنع قلب الثاني منهما همزة كطواويس ولهذا قيد المصنف رحمة الله تعالى ذلك بمدة مفاعل
( وافتح ورد الهمزيا فيما أعل ... لآما وفي مثل هراوة جعل )
( واوا وهمزا أول الواوين رد ... في بدء غير شبه ووفى الأسد )
قد سبق أنه يجب إبدال المدة الزائدة في الواحد همزة إذا وقعت بعد ألف الجمع نحو صحيفة وصحائف وأنه إذا توسط ألف مفاعل من حرفين لينين قلب الثاني منهما همزة نحو نيف ونيائف
(4/213)

وذكر هنا أنه إذا اعتل لام أحد هذين النوعين فإنه يخفف بإبدال كسرة الهمزة فتحة ثم إبدالها ياء
فمثال الأول قضية وقضايا وأصله قضائي بإبدال مدة الواحد همزة كما فعل في صحيفة وصحائف فأبدلوا كسرة الهمزة فتحة فحينئذ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت قضاءا فأبدلت الهمزة ياء فصار قضايا
ومثال الثاني زاوية وزوايا وأصله زوائي بإبدال الواو الواقعة بعد ألف الجمع همزة كنيف ونيائف فقلبوا كسرة الهمزة فتحة فحينئذ قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار زواءا ثم قلبوا الهمزة ياء فصار زوايا
وأشار بقوله وفي مثل هراوة جعل واوا إلى أنه إنما تبدل الهمزة ياء إذا لم تكن اللام واوا سلمت في المفرد كما مثل فإن كانت اللام واوا سلمت في المفرد لم تقلب الهمزة ياء بل تقلب واوا ليشاكل الجمع واحده وذلك حيث وقعت الواو رابعة بعد ألف وذلك نحو قولهم هراوة وهراوى وأصلها هرائو كصحائف فقلبت كسرة الهمزة فتحة وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار هراءا ثم قلبوا الهمزة واوا فصار هراوى
وأشار بقوله وهمزا أول الواوين رد إلى أنه يجب رد أول الواوين المصدرتين همزة ما لم تكن الثانية بدلا من ألف فاعل نحو أواصل في جمع واصلة والأصل وواصل بواوين الأولى فاء الكلمة والثانية بدل من ألف فاعلة فإن كانت الثانية بدلا من ألف فاعل لم يجب الإبدال نحو ووفى وووري أصله وافى ووارى فلما بنى للمفعول احتيج إلى ضم ما قبل الألف فأبدلت الألف واوا
(4/214)

( ومدا أبدل ثاني الهمزين من ... كلمة أن يسكن كاثر وائتمن )
( إن يفتح أثر ضم أو فتح قلب ... واوا وياء إثر كسر ينقلب )
( ذو الكسر مطلقا كذا وما يضم ... واوا أصر مالم يكن لفظا أتم )
(4/215)

( فذاك ياء مطلقا جا وأؤم ... ونحوه وجهين في ثانيه أم )
إذا اجتمع في كلمة همزتان وجب التخفيف إن لم يكونا في موضع العين نحو سئال ورءاس
ثم إن تحركت أولاهما وسكنت ثانيتهما وجب إبدال الثانية مدة يجانس حركة الأولى فإن كانت حركتها فتحة أبدلت الثانية ألفا نحو آثرت وإن كانت ضمة أبدلت واوا نحو أوثر وإن كانت كسرة أبدلت ياء نحو إيثار وهذا هو المراد بقوله ومدا أبدل البيت
وإن تحركت ثانيتهما فإن كانت حركتها فتحة وحركة ما قبلها فتحة أو ضمة قلبت واوا فالأول نحو أوادم جمع آدم وأصله أأدم والثاني نحو أو يدم تصغير آدم وهذا هو المراد بقوله إن بفتح أثر ضم أو فتح قلب واوا
وإن كانت حركة ما قبلها كسرة قلبت ياء نحو إيم وهو مثال إصبع من أم وأصله إئمم فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة التي قبلها وأدغمت الميم في الميم فصار إثم ثم قلبت الهمزة الثانية ياء فصار إئم وهذا هو المراد من قوله وياء أثر كسر ينقلب
وأشار بقوله ذو الكسر مطلقا كذا إلى أن الهمزة الثانية إذا كانت
(4/216)

مكسورة تقلب ياء مطلقا أي سواء كانت التي قبلها مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة فالأول نحو أين مضارع أن وأصلها اثن فخففت بإبدال الثانية من جنس حركتها فصار أين وقد تحقق نحو أئن بهمزتين ولم تعامل بهذه المعاملة في غير الفعل إلا في أئمة فإنها جاء بالإبدال والتصحيح والثاني نحو إيم مثال إصبع من أم وأصله إئمم نقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الثانية وأدغمت الميم في الميم فصار إئم فخففت الهمزة الثانية بإبدالها من جنس حركتها فصار إيم والثالث نحو أين أصله أئن والأصل أؤنن لأنه مضارع أأننته أي جعلته يئن فدخله النقل والإدغام ثم خفف بإبدال ثاني همزتيه من جنس حركتها فصار أين
وأشار بقوله وما يضم واوا أصر إلى أنه إذا كانت الهمزة الثانية مضمومة قلبت واوا سواء انفتحت الأولي أو أنكسرت أو انضمت فالأول نحو أوب جمع أب وهو المرعى أصله أأبب لأنه أفعل فنقلت حركة عينه إلى فائه ثم ادغم فصار أؤب ثم خففت ثانية الهمزتين بإبدالها من جنس حركتها فصار أوب والثاني نحو إوم مثال إصبع من أم والثالث نحو أوم مثال أبلم من أم
وأشار بقوله ما لم يكن لفظا أتم فذاك ياء مطلقا جا إلى أن الهمزة الثانية المضمومة إنما تصير واوا إذا لم تكن طرفا فإن كانت طرفا صيرت ياء مطلقا سواء انضمت الأولى أو انكسرت أو انفتحت أو سكنت فتقول في مثال جعفر من قرأ قرأأ ثم تقلب الهمزة ياء فتصير قرأيا فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار قرأى وتقول في مثال زبرج من قرأ قرئيء ثم تقلب الهمزة ياء فتصير قرئيا كالمنقوص وتقول في مثال برثن من قرأ قرؤؤ ثم تقلب الضمة التي على الهمزة الأولى كسرة فيصير
(4/217)

قرئيا مثل القاضي
وأشار بقوله وأؤم ونحوه وجهين في ثانيه أم إلى أنه إذا انضمت الهمزة الثانية وانفتح ما قبلها وكانت الهمزة الأولى للمتكلم جاز لك في الثانية وجهان الإبدال والتحقيق وذلك نحو أؤم مضارع أم فإن شئت أبدلت فقلت أوم وإن شئت حققت فقلت أؤم
وكذا ما كان نحو أؤم في كون أولى همزتيه للمتكلم وكسرت ثانيتهما يجوز في الثانية منهما الإبدال والتحقيق نحو أين مضارع أن فإن شئت أبدلت فقلت أين وإن شئت حققت فقلت أئن
( وياء أقلب ألفا كسرا تلا ... أو ياء تصغير بواو ذا افعلا )
(4/218)

( في آخر أو قبل تا التأنيث أو ... زيادتي فعلان ذا أيضا رأوا )
( في مصدر المعتل عينا والفعل ... منه صحيح غالبا نحو الحول )
إذا وقعت الألف بعد كسرة وجب قلبها ياء كقولك في جمع مصباح ودينار مصابيح ودنانير
وكذلك إذا وقعت قبلها ياء التصغير كقولك في غزال غزيل وفي قذال قذيل
وأشار بقوله بواو ذا افعلا في آخر إلى آخر البيت إلى أن الواو تقلب أيضا ياء إذا تطرفت بعد كسرة أو بعد ياء التصغير أو وقعت قبل تاء التأنيث أو قبل زيادتي فعلان مكسورا ما قبلها
(4/219)

فالأول نحو رضى وقوى أصلهما رضو وقوو لأنهما من الرضوان والقوة فقلبت الواو ياء
والثاني نحو جرى تصغير جرو وأصله جريو فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكوت فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء
والثالث نحو شجية وهي اسم فاعل للمؤنث وكذا شجية مصغرا وأصله شجيوة من الشجو
والرابع نحو غزيان وهو مثال ظربان من الغزو
وأشار بقوله ذا أيضا رأوا في مصدر المعتل عينا إلى أن الواو تقلب بعد الكسرة ياء في مصدر كل فعل اعتلت عينه نحو صام صياما وقام قياما والأصل صوام وقوام فأعلت الواو في المصدر حملا له على فعله
فلو صحت الواو في الفعل لم تعتل في المصدر نحو لاوذ لواذا وجاور جوارا
وكذلك تصح إذا لم يكن بعدها ألف وإن اعتلت في الفعل نحو حال حولا
( وجمع ذي عين أعل أو سكن ... فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عن )
(4/220)

أي متى وقعت الواو عين جمع وأعلت في واحده أو سكنت وجب قلبها ياء إن انكسر ما قبلها ووقع بعدها ألف نحو ديار وثياب أصلهما دوار وثواب فقلبت الواو ياء في الجمع لانكسار ما قبلها ومجيء الألف بعدها مع كونها في الواحد إما معتلة كدار أو شبيهة بالمعتل في كونها حرف لين ساكنا كثوب
( وصححوا فعله وفي فعل ... وجهان والإعلال أولى كالحيل )
إذا وقعت الواو عين جمع مكسورا ما قبلها واعتلت في واحده أو سكنت ولم يقع بعدها الألف وكان على فعلة وجب تصحيحها نحو عود وعودة وكوز وكوزة وشذ ثور وثيرة
ومن هنا يعلم أنه إنما تعتل في الجمع إذا وقع بعدها ألف كما سبق تقريره لأنه حكم على فعلة بوجوب التصحيح وعلى فعل بجواز التصحيح والإعلال
(4/221)

فالتصحيح نحو حاجة وحوج والإعلال نحو قامة وقيم وديمة وديم والتصحيح فيها قليل والإعلال غالب
( والواو لاما بعد فتح يا انقلب ... كالمعطيان يرضيان ووجب )
( إبدال واو بعد ضم من ألف ... ويا كموقن بذالها اعترف )
إذا وقعت الواو طرفا رابعة فصاعدا بعد فتحة قلبت ياء نحو أعطيت أصله أعطوت لأنه من عطا يعطو إذا تناول فقلبت الواو في الماضي ياء حملا على المضارع نحو يعطى كما حمل اسم المفعول نحو معطيان على اسم الفاعل نحو معطيان وكذلك يرضيان أصله يرضوان
(4/222)

لأنه من الرضوان فقلبت واوه بعد الفتحة ياء حملا لبناء المفعول على بناء الفاعل نحو يرضيان
وقوله ووجب إبدال واو بعد ضم من ألف معناه أنه يجب أن يبدل من الألف واو إذا وقعت بعد ضمة كقولك في بايع بويع وفي ضارب ضورب
( وقوله يا كموقن بذالها اعترف ... ) معناه أن الياء إذا سكنت في مفرد بعد ضمة وجب إبدالها واوا نحو موقن وموسر أصلهما ميقن وميسر لأنهما من لأيقن وأيسر فلو تحركت الياء لم تعل نحو هيام
( ويكسر المضموم في جمع كما ... يقال هيم عند جمع أهيما )
يجمع فعلاء وأفعل على فعل بضم الفاء وسكون العين كما سبق في التكسير كحمراء وحمر وأحمر وحمر فإذا اعتلت عين هذا النوع من الجمع بالياء قلبت الضمة كسرة لتصح الياء نحو هيماء وهيم وبيضاء وبيض ولم تقلب الياء واوا كما فعلوا في المفرد كموقن استثقالا لذلك في الجمع
(4/223)

( وواوا أثر الضم رد اليا متى ... ألفى لام فعل أو من قبل تا )
( كتاء بان من رمى كمقدره ... كذا إذا كسبعان صيره )
إذا وقعت الياء لام فعل أو من قبل تاء التأنيث أو زيادتى فعلان وانضم ما قبلها في الأصول الثلاثة وجب قلبها واوا
فالأول نحو قضو الرجل
(4/224)

والثاني كما إذا بنيت من رمى اسما على وزن مقدرة فإنك تقول مرموة
والثالث كما إذا بنيت من رمى اسما على وزن سبعان فإنك تقول رموان
فتقلب الياء واوا في هذه المواضع الثلاثة لانضمام ما قبلها
( وإن تكن عينا لفعلى وصفا ... فذاك بالوجهين عنهم يلفى )
إذا وقعت الياء عينا لصفة على وزن فعلى جاز فيها وجهان
أحدهما قلب الضمة كسرة لتصح الياء
والثاني إبقاء الضمة فتقلب الياء واوا نحو الضيفى والكيسى والضوقى والكوسى وهما تأنيث الأضيق والأكيس
(4/225)

فصل
( من لام فعلى اسما أتى الواو بدل ... ياء كتقوى غالبا جا ذا البدل )
تبدل الواو من الياء الواقعة لام اسم على وزن فعلى نحو تقوى وأصله تقيا لأنه من تقيت فإن كانت فعلى صفة لم تبدل الياء واوا نحو صديا وخزيا ومثل تقوى فتوى بمعنى الفتيا وبقوى بمعنى البقيا
واحترز بقوله غالبا مما لم تبدل الياء فيه واوا وهي لام اسم على فعلى كقولهم للرائحة ريا
( بالعكس جاء لام فعلى وصفا ... وكون قصوى نادرا لا يخفى )
أي تبذل الواو الواقعة لاما لفعلى وصفا ياء نحو الدنيا والعليا وشذ
(4/226)

قول أهل الحجاز القصوى فإن كان فعلى اسما سلمت الواو كخزوى
فصل
( إن يسكن السابق من واو ويا ... واتصلا ومن عروض عريا )
( فياء الواو أقلبن مدغما ... وشذ معطى غير ما قد رسما )
إذا اجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت إحداهما بالسكون وكان
(4/227)

سكونها أصليا أبدلت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وذلك نحو سيد وميت والأصل سيود وميوت فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فصار سيد وميت
فإن كانت الياء والواو في كلمتين لم يؤثر ذلك نحو يعطى واقد وكذا إن عرضت الياء أو الواو للسكون كقولك في رؤية روية وفي قوى قوى
وشذ التصحيح في قولهم يوم أيوم وشذ أيضا إبدال الياء واوا في قولهم عوى الكلب عوة
( من ياء أو واو بتحريك أصل ... ألفا أبدل بعد فتح متصل )
(4/228)

( إن حرك التالي وإن سكن كف ... إعلال غير اللام وهي لا يكف )
( إعلالها بساكن غير ألف ... أو ياء التشديد فيها قد ألف )
إذا وقعت الواو والياء متحركة بعد فتحة قلبت ألفا نحو قال وباع أصلهما قول وبيع فقلبت الواو والياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها
هذا إن كانت حركتهما أصلية فإن كانت عارضة لم يعتد بها كجيل وتوم أصلهما جيأل وتوأم نقلت حركة الهمزة إلى الياء والواو فصار جيلا وتوما
فلو سكن ما بعد الياء أو الواو ولم تكن لاما وجب التصحيح نحو بيان وطويل فإن كانتا لاما وجب الإعلال ما لم يكن الساكن بعدهما ألفا
(4/229)

أو ياء مشددة كرميا وعلوى وذلك نحو يخشون أصله يخشيون فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو الساكنة
( وصح عين فعل وفعلا ... ذا أفعل كأغيد وأحولا )
كل فعل كان اسم الفاعل منه على وزن أفعل فإنه يلزم عينه التصحيح نحو عور فهو أعور وهيف فهو أهيف وغيد فهو أغيد وحول فهو أحول وحمل المصدر على فعله نحو هيف وغيد وعور وحول
( وإن بين تفاعل من افتعل ... والعين واو سلمت ولم تعل )
إذا كان افتعل معتل العين فحقه أن تبدل عينه ألفا نحو اعتاد وارتاد لتحركها وانفتاح ما قبلها فإن أبان افتعل معنى تفاعل وهو
(4/230)

الاشتراك في الفاعلية والمفعولية حمل عليه في التصحيح إن كان واويا نحو اشتوروا فإن كانت العين ياء وجب إعلالها نحو ابتاعوا واستافو أي تضاربوا بالسيوف
( وإن لحرفين ذا الاعلال استحق ... صحح أول وعكس قد يحق )
إذا كان في كلمة حرفا علة كل واحد متحرك مفتوح ما قبله لم يجز إعلالهما معا لئلا يتوالى في كلمة واحدة إعلالان فيجب إعلال أحدهما وتصحيح الآخر والأحق منهما بالإعلال الثاني نحو الحيا والهوى والأصل حيى وهوى فوجد في كل من العين واللام سبب الإعلال فعمل به في اللام وحدها لكونها طرفا والأطراف محل التغيير وشد إعلال العين وتصحيح اللام نحو غاية
(4/231)

( وعين ما آخره قد زيد ما ... يخص الاسم واجب أن يسلما )
إذا كان عين الكلمة واوا متحركة مفتوحا ما قبلها أو ياء متحركة مفتوحا ما قبلها وكان في آخرها زيادة تخص الاسم لم يجز قلبها ألفا بل يجب تصحيحها وذلك نحو جولان وهيمان وشذ ماهان وداران
( وقبل با أفلب ميما النون إذا ... كان مسكنا كمن بت انبذا )
لما كان النطق بالنون الساكنة قبل الباء عسرا وجب قلب النون ميما
(4/232)

ولا فرق في ذلك بين المتصلة والمنفصلة ويجمعهما قوله من بت أنبذا أي من قطعك فألقه عن بالك وأطرحه وألف انبذا مبدلة من نون التوكيد الخفيفة
فصل
( لساكن صح انقل التحريك من ... ذي لين آت عين فعل كأبن )
إذا كانت عين الفعل ياء أو واوا متحركة وكان ما قبلها ساكنا صحيحا وجب نقل حركة العين إلى الساكن قبلها نحو يبين ويقوم والأصل يبين ويقوم بكسر الياء وضم الواو فنقلت حركتهما إلى الساكن قبلهما وهو الباء والقاف وكذلك في أبن
فإن كان الساكن غير صحيح لم تنقل الحركة نحو بايع وبين وعوق
(4/233)

( ما لم يكن فعل تعجب ولا ... كابيض أو أهوى بلام عللا )
أي إنما تنقل حركة العين إلى الساكن الصحيح قبلها إذا لم يكن الفعل للتعجب أو مضاعفا أو معتل اللام فإن كان كذلك فلا نقل نحو ما أبين الشيء وأبين به وما أقومه وأقوم به ونحو أبيض واسود ونحو أهوى
( ومثل فعل في ذا الاعلال اسم ... ضاهي مضارعا وفيه وسم )
يعني أنه يثبت للاسم الذي يشبه الفعل المضارع في زيادته فقط أو في وزنه فقط من الإعلال بالنقل ما يثبت للفعل
(4/234)

فالذي أشبه المضارع في زيادته فقط تبيع وهو مثال تحلئ من البيع الأصل تبيع بكسر التاء وسكون الباء فنقلت حركة الياء إلى الباء فصار تبيع
والذي أشبه المضارع في وزنه فقط مقام والأصل مقوم فنقلت حركة الواو إلى القاف ثم قلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة
فإن أشبهه في الزيادة والزنة فإما أن يكون منقولا من فعل أولا فإن كان منقولا منه أعل كيزيد وإلا صح كأبيض وأسود
( ومفعل صحح كالمفعال ... وألف الإفعال واستفعال )
( أزل لذا الإعلال والتا الزم عوض ... وحذفها بالنقل ربما عرض )
(4/235)

لما كان مفعال غير مشبه للفعل استحق التصحيح كمسواك وحمل أيضا مفعل عليه لمشابهته له في االمعنى فصحح كما صحح مفعال كمقول ومقوال
وأشار بقوله وألف الإفعال واستفعال أزل إلى آخره إلى أن المصدر إذا كان على وزن إفعال أو استفعال وكان معتل للعين فإن ألفه تحذف لالتقائها ساكنة مع الألف المبدلة من عين المصدر وذلك نحو إقامة واستقامة وأصله إقوام واستقوام فنقلت حركة العين إلى الفاء وقلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة قبلها فالتقى ألفان فحذفت الثانية منهما ثم عوض منها تاء التأنيث فصار إقامة واستقامة وقد تحذف هذه التاء كقولهم أجاب إجابا ومنه قوله تعالى ( وإقام الصلاة )
(4/236)

( وما لإفعال من الحذف ومن ... نقل فمفعول به أيضا قمن )
( نحو مبيع ومصون وندر ... تصحيح ذى الواو وفي ذى اليا اشتهر )
إذا بنى مفعول من الفعل المعتل العين بالياء أو الواو وجب فيه ما وجب في إفعال واستفعال من النقل والحذف فتقول في مفعول من باع وقال مبيع ومقول والأصل مبيوع ومقوول فنقلت حركة العين إلى الساكن قبلها فالتقى ساكنان العين وواو مفعول فحذفت واو مفعول فصار مبيع ومقول وكان حق مبيع أن يقال فيه مبوع لكن قلبوا الضمة كسرة لتصح الياء وندر التصحيح فيما عينه واو قالوا ثوب مصوون
(4/237)

والقياس مصون ولغة تميم تصحيح ما عينه ياء فيقولون مبيوع ومخيوط ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى وندر تصحيح ذى الواو وفي ذى اليا اشتهر
(4/238)

( وصحح المفعول من نحو عدا ... وأعلل أن لم تتحر الأجودا )
إذا بنى مفعول من فعل معتل اللام فلا يخلو إما أن يكون معتلا بالياء أو بالواو
فإن كان معتلا بالياء وجب إعلاله بقلب واو مفعول ياء وإدغامها في لام الكلمة نحو مرمى والأصل مرموى فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحدهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وإنما لم يذكر المصنف رحمه الله تعالى هذا هنا لأنه قد تقدم ذكره
وإن كان معتلا بالواو فالأجود التصحيح إن لم يكن الفعل على فعل نحو معدو من عدا ولهذا قال المصنف من نحو عدا ومنهم من يعل فيقول معدى فإن كان الواوى على فعل فالصحيح الإعلال نحو مرضى من رضى قال الله تعالى ( ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) والتصحيح قليل نحو مرضو
(4/239)

( كذاك ذا وجهين جا الفعول من ... ذى الواو لام جمع أو فرد يعن )
إذا بنى اسم على فعول فإن كان جمعا وكانت لامه واوا جاز فيه وجهان التصحيح والإعلال نحو عصى ودلى في جمع عصا ودلو وأبو ونجو جمع أب ونجو والإعلال أجود من التصحيح في الجمع وإن
(4/240)

كان مفردا جاز فيه وجهان الإعلال والتصحيح والتصحيح أجود نحو علا علوا وعتا عتوا ويقل الإعلال نحو قساقسيا أي قسوة
( وشاع نحو نيم في نوم ... ونحو نيام شذوذه تمى )
إذا كان فعل جمعا لما عينه واو جاز تصحيحه وإعلاله إن لم يكن قبل لامه ألف كقولك في جمع صائم صوم وصيم وفي جمع نائم نوم ونيم
فإن كان قبل اللام ألف وجب التصحيح والإعلال شاذ نحو صوام ونوام ومن الإعلال قوله
359 - ( ... فما أرق النيام إلا كلامها ... )
(4/241)

فصل
( ذو اللين فاتا في افتعال أبدلا ... وشذ في ذى الهمز نحو ائتكلا )
إذا بنى افتعال وفروعه من كلمة فاؤها حرف لين وجب إبدال حرف اللين تاء نحو اتصال واتصل ومتصل والأصل فيه اوتصال واوتصل وموتصل فإن كان حرف اللين بدلا من همزة لم يجز إبداله تاء
(4/242)

فتقول في افتعل من الأكل ائتكل ثم تبدل الهمزة ياء فتقول ابتكل ولا يجوز إبدال الياء تاء وشذ قولهم اتزر بإبدال الياء تاء
( طا تا افتعال رد إثر مطبق ... في ادان وازدد وادكر دالا بقى )
(4/243)

إذا وقعت تاء افتعال بعد حرف من حروف الإطباق وهي الصاد والضاد والطاء والظاء وجب إبداله طاء كقولك اصطبر واضطجع واظطعنوا واظطلموا
والأصل اصتبر واضتجع واظتعنوا واظتلموا فأبدل من تاء الافتعال طاء
وإن وقعت تاء الافتعال بعد الدال والزاي والذال قلبت دالا نحو ادان وازدد وادكر
والأصل ادتان وازتد واذتكر فاستثقلت التاء بعد هذه الحروف فأبدلت دالا وأدغمت الدال في الدال
فصل
( فا أمر أو مضارع من كوعد ... أحذف وفي كعدة ذاك أطرد )
(4/244)

( وحذف همز أفعل استمر في ... مضارع وبنيتى متصف )
إذا كان الفعل الماضي معتل الفاء كوعد وجب حذف الفاء في الأمر والمضارع والمصدر إذا كان بالتاء وذلك نحو عد ويعد وعدة فإن لم يكن المصدر بالتاء لم يجز حذف الفاء كوعد
وكذلك يجب حذف الهمزة الثانية في الماضي مع المضارع واسم الفاعل واسم المفعول نحو قولك في أكرم يكرم والأصل يؤكرم ونحو
(4/245)

مكرم ومكرم والأصل مؤكرم ومؤكرم فحذفت الهمزة في اسم الفاعل واسم المفعول
( ظلت وظلت في ظللت استعملا ... وقرن في اقررن وقرن نقلا )
إذا أسند الفعل الماضي المكسور العين إلى تاء الضمير أو نونه جاز فيه ثلاثة أوجه
أحدها إتمامه نحو ظللت أفعل كذا إذا عملته بالنهار
والثاني حذف لامه ونقل حركة العين إلى الفاء نحو ظلت
والثالث حذف لامه وإبقاء فائه على حركتها نحو ظلت
وأشار بقوله وقرن في أقررن إلى أن الفعل المضارع المضاعف الذي على وزن يفعلن إذا اتصل بنون الإناث جاز تخفيفه بحذف عينه بعد نقل حركتها إلى الفاء وكذا الأمر منه وذلك نحو قولك في يقررن يقرن وفي أقررن قرن
(4/246)

وأشار بقوله وقرن نقلا إلى قراءة نافع وعاصم ( وقرن في بيوتكن ) بفتح القاف وأصله أقررن من قولهم قر بالمكان يقر بمعنى يقر حكاه ابن القطاع ثم خفف بالحذف بعد نقل الحركة وهو نادر لأن هذا التخفيف إنما هو للمكسور العين
(4/247)

الإدغام
( أول مثلين محركين في ... كلمة أدغم لا كمثل صفف )
( وذلل وكلل ولبب ... ولا كجسس ولا كاخصص أبي )
( ولا كهيلل وشذ في ألل ... ونحوه فك بنقل فقبل )
إذا تحرك المثلان في كلمة أدغم أولهما في ثانيهما إن لم يتصدرا ولم يكن ما هما فيه اسما على وزن فعل أو على وزن فعل أو فعل أو فعل ولم يتصل أول المثلين بمدغم ولم تكن حركة الثاني منهما عارضة ولا ما هما فيه ملحقا بغيره
(4/248)

فإن تصدرا فلا إدغام كددن وكذا إن وجد واحد مما سبق ذكره فالأول كصفف ودرر والثاني كذلل وجدد والثالث ككلل ولمم والرابع كطلل ولبب والخامس كجسس جمع جاس والسادس كاخصص أبي وأصله اخصص أبي فنقلت حركة الهمزة إلى الصاد وحذفت الهمزة والسابع كهيلل أي أكثر من قول لا إله إلا الله ونحوه قردد ومهدد
فإن لم يكن شيء من ذلك وجب الإدغام نحو رد وضن أي بخل ولب والأصل ردد وضنن ولبب
وأشار بقوله وشذ في ألل ونحوه فك بنقل فقبل إلى أنه قد جاء الفك في ألفاظ قياسها وجوب الإدغام فجعل شاذا يحفظ ولا يقاس عليه نحو ألل السقاء إذا تغيرت رائحته ولححت عينه إذا النصقت بالرمص
(4/249)

( وحبى أفكك وادغم دون حذر ... كذاك نحو تتجلى واستتر )
أشار في هذا البيت إلى ما يجوز فيه الإدغام والفك
وفهم منه أن ما ذكره قبل ذلك واجب الإدغام
والمراد بحيى ما كان المثلان فيه ياءين لازما تحريكهما نحو حبى وعيى فيجوز الإدغام نحو حى وعى فلو كانت حركة أحد المثلين عارضة بسبب العامل لم يجز الإدغام اتفاقا نحو لن يحيى
(4/250)

وأشار بقوله كذلك نحو تتجلى واستتر إلى أن الفعل المبتدأ بتاءين مثل تتجلى يجوز فيه الفك والإدغام فمن فك وهو القياس نظر إلى أن المثلين مصدران ومن أدغم أراد التخفيف فيقول أتجلى فيدغم أحد المثلين في الآخر فتسكن إحدى التاءين فيؤتى بهمزة الوصل توصلا للنطق بالساكن
وكذلك قياس تاء استتر الفك لسكون ما قبل المثلين ويجوز الإدغام فيه بعد نقل حركة أول المثلين إلى الساكن نحو ستر يستر ستارا
( وما بتاءين ابتدى قد يقتصر ... فيه على تا كتبين العبر )
(4/251)

يقال في تتعلم وتتنزل وتتبين ونحوها تعلم وتنزل وتبين بحذف إحدى التاءين وإبقاء الأخرى وهو كثير جدا ومنه قوله تعالى ( تنزل الملائكة والروح فيها )
( وفك حيث مدغم فيه سكن ... لكونه بمضمر الرفع اقترن )
( نحو حللت ما حللته وفي ... جزم وشبه الجزم تخيير قفى )
(4/252)

إذا اتصل بالفعل المدغم عينه في لامه ضمير رفع سكن آخره فيجب حينئذ الفك نحو حللت وحللنا والهندات حللن فإذا دخل عليه جازم جاز الفك نحو لم يحلل ومنه قوله تعالى ( ومن يحلل عليه غضبي ) وقوله ( ومن يرتدد منكم عن دينه ) والفك لغة أهل الحجاز وجاز الإدغام نحو لم يحل ومنه قوله تعالى ( ومن يشاق الله ورسوله ) في سورة الحشر وهي لغة تميم والمراد بشبه الجزم سكون الآخر في الأمر نحو احلل وإن شئت قلت حل لأن حكم الأمر كحكم المضارع المجزوم
( وفك أفعل في التعجب التزم ... والتزم الإدغام أيضا في هلم )
ولما ذكر أن فعل الأمر يجوز فيه وجهان نحو احلل وحل استثنى من ذلك شيئين
أحدهما أفعل في التعجب فإنه يجب فكه نحو أحبب بزيد وأشدد ببياض وجهه
الثاني هلم فإنهم التزموا إدغامه والله سبحانه وتعالى أعلم
(4/253)

( وما بجمعه عنيت قد كمل ... نظما على جل المهمات اشتمل )
( أحصى من الكافية الخلاصه ... كما اقتضى غنى بلا خصاصه )
( فأحمد الله مصليا على ... محمد خبر نبي أرسلا )
( وآله الغر الكرام البررة ... وصحبه المنتخبين الخيرة )
(4/254)

خاتمة
قال أبو رجاء محمد محيى الدين عبد الحميد عفا الله عنه وغفر له ولوالديه والمسلمين
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبمحض إحسانه وتيسيره تكمل الحسنات والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين وعلى آله وصحبه الذين بهداهم نهتدي وعلى ضوء حجتهم نعير الطريق إلى الفوز برضوان الله تعالى ومحبته
وبعد فقد كمل بتوفيق الله وحسن تأييده ما وقفنا الله له من تحقيق مباحث وشرح شواهد شرح الخلاصة الألفية لقاضي القضاة بهاء الدين ابن عقيل شرحا موجزا على قدر ما يحتاج إليه المبتدئون وقد كان مجال القول ذا سعة لو أننا أردنا أن نتعرض للأقوال ومناقشتها وتفصيل ما أجمل المؤلف منها وإيضاح ما أشار إليه من أدلتها ولكننا احتزأنا من ذلك كله باللباب وما لا بد من معرفته مع إعراب أبيات الألفية إعرابا مبسوطا سهل العبارة لئلا يكون لمتناول الكتاب من بعد هذا كله حاجة إلي أن يصطحب مع هذه النسخة كتابا آخر من الكتب التي لها ارتباط بالمتن أو شرحه وقد تم ذلك كله في منتصف ليلة التاسع من شهر رمضان المعظم من سنة خمسين وثلثمائة وألف من هجرة أشرف الخلق والله المسؤل أن ينفع بعملي هذا وأن يجعله خالصا لوجهه وأن يجنبني الغرور ويحول بيني وبين العجب والزلل آمين
(4/255)

وكان من توفيق الله تعالى أن أقبل الناس على قراءة هذه النسخة حتى نفدت طبعتها الأولى في وقت قريب فلما كثر الرجاء لإعادة طبعه أعملت في تعليقاتي يد الإصلاح فزدت زيادات هامة وتداركت ما فرط مني في الطبعة السابقة وأكثرت من وجوه التحسين لأكافىء بهذا الصنيع أولئك الذين رأوا في عملي هذا ما يستحق التشجيع والتنويه به ثم كان من جميل الصدفة أنني فرغت من مراجعة الكتاب قبل منتصف ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر رمضان المعظم من سنة أربع وخمسين وثلثمائة وألف من هجرة الرسول الأكرم
والله تعالى المسؤل أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه آمين
وها هي ذي الطبعة الخامسة عشرة أقدمها إلى الذين ألحوا علي في إعادة طبع الكتاب في وقت نذر فيه الورق الجيد واستعصى شراؤه على الناس بأضعاف ثمنه وقد أبيت إلا أن أزيد في شرحي زيادات ذات بال وتحقيقات قلما يعثر عليها القارىء إلا بعد الجهد وقد تضاعف بها حجم الكتاب فلا غرو إن أعلنت أنه قد تلاقت في هذا الكتاب كتب فأغني عنها جميعا في حين أنه لا يغني عنه شيء منها
رب وفقنى إلى الخير إنه لا يوفق إلى الخير سواك
كتبه
(4/256)

تكملة في تصريف الأفعال
حررها
محمد محيي الدين عبد الحميد
(4/257)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على ختام المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه والتابعين ولا عدوان إلا على الظالمين
أما بعد فهذه خلاصة موجزة فيما أغفله صاحب الخلاصة الألفية أو أجمل للقول فيه إجمالا من تصريف الأفعال عملتها لقارئي شرح بهاء الدين ابن عقيل حين حققت مباحثه وشرحت شواهده وتركت تفصيل القول والإسهاب فيه لكتابي دروس التصريف الذي صنفته لطلاب كلية اللغة العربية في الجامع الأزهر فقد أودعته أكثر ما تفرق في كتب الفن بأسلوب بديع ونظام أنيق وتحقيق بارع ومن الله أستمد المعونة وهو حسبي وبه أعتصم
(4/258)

الباب الأول في المجرد والمزيد فيه من الأفعال
وفيه ثلاث فصول
الفصل الأول في أوزابهما
ينقسم الفعل إلى مجرد ومزيد فيه فالمجرد إما ثلاثي وإما رباعي وكل منها ينتهي بالزيادة إلى ستة أحرف فتكون أنواع المزيد فيه خمسة
1 - فلماضي المجرد الثلاثي ثلاثة أبنية
الأول فعل بفتح العين ويكون لازما نحو جلس وقعد ومتعديا نحو ضرب ونصر وفتح
الثاني فعل بكسر العين ويكون لازما نحو فرح وجذل ومتعديا نحو علم وفهم
والثالث فعل بضم العين ولا يكون إلا لازما نحو ظرف وكرم
2 - ولماضي المجرد الرباعي بناء واحد وهو فعلل بفتح ما عدا العين منه ويكون لازما نحو حشرج ودربخ ومتعديا نحو بعثر ودحرج
3 - ولمزيد الثلاثي بحرف واحد ثلاثة أبنية الأول فعل بتضعيف عينه نحو قطع وقدم والثاني فاعل بزيادة ألف بين الفاء والعين نحو قاتل وخاصم والثالث أفعل بزيادة همزة قبل الفاء نحو أحسن وأكرم
(4/259)

4 - ولمزيد الثلاثي بحرفين خمسة أبنية الأول انفعل بزيادة همزة وصل ونون قبل الفاء نحو انكسر وانشعب والثاني افتعل بزيادة همزة وصل قبل الفاء وتاء بين الفاء والعين نحو اجتمع واتصل والثالث افعل بزيادة همزة وصل قبل الفاء وتضعيف اللام نحو احمر واصفر والرابع تفعل بزيادة تاء قبل الفاء وتضعيف العين نحو تقدم وتصدع والخامس تفاعل بزيادة تاء قبل فائه وألف بين الفاء والعين نحو تقاتل وتخاصم
5 - ولمزيد الثلاثي بثلاثة أحرف أربعة أبنية الأول استفعل بزيادة همزة الوصل والسين والتاء قبل الفاء نحو استغفر واستقام والثاني افعوعل بزيادة همزة الوصل قبل الفاء وتضعيف العين وزيادة واو بين العينين نحو اغدودن واعشوشب والثالث افعول بزيادة همزة الوصل قبل الفاء وواو مشددة بين العين واللام نحو اجلوذ واعلوط والرابع افعال بزيادة همزة الوصل قبل الفاء وألف بعد العين وتضعيف اللام نحو أحمار واعوار
6 - ولمزيد الرباعي بواحد بناء واحد وهو تفعلل بزيادة التاء قبل فائه نحو تدحرج وتبعثر
7 - ولمزيد الرباعي بحرفين بناءان أولهما افعنلل بزيادة همزة الوصل قبل الفاء والنون بين العين ولامه الأولى نحو احر نجم وافر نقع وثانيهما افعلل بزيادة همزة الوصل قبل الفاء وتضعيف لامه الثانية نحو اسبطر واقشعر واطمأن
8 - ويلحق ب الرباعي المجرد وهو بناء دحرج ثمانية أبنية أصلها من الثلاثي فزيد فيه حرف لغرض الإلحاق الأول فعلل نحو جلبب وشملل
(4/260)

والثاني فوعل نحو رودن وهوجل والثالث فعول نحو جهور ودهور
والرابع فيعل نحو بيطر وسيطر والخامس فعيل نحو شريف ورهيأ والسادس فنعل نحو سنبل وشنتر والسابع فعنل نحو قلنس والثامن فعلى نحو سلقى
9 - ويلحق بالرباعي المزيد فيه بحرف واحد وهو بناء تفعلل سبعة أبنية أصلها من الثلاثي فزيد فيه حرف للالحاق ثم زيدت عليه التاء الأول تفعلل نحو تجلبب وتشملل والثاني تمفعل نحو تمندل والثالث تفوعل نحو تكوثر وتجورب والرابع تفعول نحو تسرول ترهوك والخامس تفعيل نحو تسيطر وتشيطن والسادس تفعيل نحو ترهيأ والسابع تفعلى نحو تقلسى وتجعبى
10 - ويلحق بالرباعي المزيد فيه بحرفين ثلاثة أبنية وأصلها من الثلاثي فزيد فيه حرف الإلحاق ثم زيد فيه حرفان الأول افعنلل نحو اقعنسس واقعندد والثاني افعنلى نحو احرنبى واسلنقى والثالث افتعلى نحو استلقى واجتعبى
والإلحاق أن تزيد على أصول الكلمة حرفا لا لغرض معنوي بل لتوازن بها كلمة أخرى كي تجرى الكلمة الملحقة في تصريفها على ما تجرى عليه الكلمة الملحق بها وضابط الإلخلاق في الأفعال اتحاد المصادر
فللماضي من الأفعال مجردها ومزيدها وملحقها سبعة وثلاثون بناء
الفصل الثاني
في معاني هذه الأبنية
1 - لا يجيء بناء فعل بضم العين إلا للدلالة على غريزة أو طبيعة أو ما أشبه ذلك نحو جدر فلان بالأمر وخطر قدره وإذا أريد التعحب
(4/261)

من فعل أو المدح به حول إلى هذه الزنة نحو قضو الرجل وعلم بمعنى ما أقضاه وما أعلمه
2 - ويجيء بناء فعل بكسر العين للدلالة على النعوت الملازمة نحو ذرب لسانه وبلج جبينه أو للدلالة على عرض نحو جرب وعرج وعمص ومرض أو للدلالة على كبر عضو وذلك إذا أخذ من ألفاظ أعضاء الجسم الموضوعة على ثلاثة أحرف نحو رقب وكبد وطحل وجبه وعجزت المرأة ويأتى لغير ذلك نحو ظمئ ورهب
3 - ويجيء بناء فعل بفتح العين للدلالة على الجمع نحو جمع وحشر وحشد أو على التفريق نحو بذر وقسم أو على الإعطاء نحو منح وتحل أو على المنع نحو حبس ومنع أو على الامتناع نحو أبي وشرد وجمح أو على الغلبة نحو فهر وملك أو على التحويل نحو نقل وصرف أو على التحول نحو رحل وذهب أو على الاستقرار نحو ثوى وسكن أو على السير نحو ذمل ومشى أو على الستر نحو حجب وخبأ أو على غير ذلك مما يصعب حصره من المعاني
4 - ويجيء بناء فعلل للدلالة على الاتخاذ نحو قمطرت الكتاب وقرمضت أي تخذت قمطرا وقرموضا أو للدلالة على المشابهة نحو حنظل خلق محمد وعلقم أي أشبه الحنظل والعلقم أو للدلالة على جعل شيء في شيء نحو عندم ثوبه ونرجس الدواء أي جعل فيه العندم والنرجس أو للدلالة على الإصابة نحو عرقبه وغلصمه أي أصاب عرفوبه وغلصمته أو لاختصار المركب للدلالة على حكايته نحو بسمل وسبحل وحمدل وطلبق أو لغير ذلك
(4/262)

5 - ويجيء بناء أفعل للتعدية نحو أجلس وأخرج وأقام أو للدلالة أن الفاعل قد صار صاحب ما اشتق منه الفعل نحو ألبنت الشاة وأثمر البستان أو للدلالة على المصادفة نحو ابخلته وأعظمته أو للدلالة على السلب نحو أشكيته وأقذيته أي أزلت شكواه وقذى عينه أو للدلالة على الدخول في زمان أو مكان نحو أصحر وأعرق وأتهم وأنجد وأصبح وأمسى وأضحى أو للدلالة على الحينونة وهي قرب الفاعل من الدخول في أصل الفعل نحو أحصد الزرع وأصرم النخل أي قرب حصاده وصرامه أو لغير ذلك
6 - ويجيء بناء فعل للدلالة على التكثير نحو جولت وطوفت أو للتعدية نحو خرجته وفرحته أو للدلالة على نسبة المفعول إلى أصل الفعل نحو كذبته وفسقته أو للدلالة على السلب نحو قردت البعير وقشرت الفاكهة أي أزلت قراده وقشرها أو للدلالة على التوجه نحو ما أخذ الفعل منه نحو شرق وغرب وصعد أو لاختصار حكاية المركب نحو كبر وهلل وحمد وسبح أو للدلالة على أن الفاعل يشبه ما أخذ منه الفعل نحو قوس ظهر على أي انحنى حتى أشبه القوس أو للدلالة على غير ذلك من المعاني
7 - ويجيء بناء فاعل للدلالة على المفاعلة نحو جاذبت عليا ثوبه أو للدلالة على التكثير نحو ضاعفت أجر المجتهد وكاثرت إحساني عليه أو للدلالة على الموالاة نحو تابعت القراءة وواليت الصوم أو لغير ذلك من المعاني
8 - ويجيء بناء انفعل للدلالة على المطاوعة وأكثر ما تكون مطاوعة هذا البناء للثلاثي المتعدي لواحد نحو تكسرته فانكسر وقدته فانقاد وقد يأتي لمطاوعة صيغة أفعل نحو أغلقت الباب فانغلق وأزعجت عليا فانزعج
9 - ويجيء بناء افتعل للدلالة على المطاوعة ويطاوع الثلاثي نحو جمعته فاجتمع وغممته فاغتم ويطاوع بناء أفعل نحو أنصفته فانتصف
(4/263)

ويطاوع بناء فعل نحو عدلت الرمح فاعتدل ويأتي للدلالة على الاتخاذ نحو اشتوى واختتم أو للدلالة على التشارك نحو اجتورا واشتورا أو للدلالة على التصرف باجتهاد ومبالغة نحو اكتسب واكتتب أو للدلالة على الاختيار نحو انتقى واصطفى واختار أو لغير ذلك من المعاني
10 - ويجيء بناء افعل من الأفعال الدالة على لون أو عيب لقصد الدلالة على المبالغة فيها وإظهار قوتها نحو أحمر واصفر واعور واحول
11 - ويجيء بناء تفعل للدلالة على المطاوعة وهو يطاوع فعل نحو هذبته فتهذب وعلمته فتعلم أو للدلالة على التكلف نحو تكرم وتشجع أو للدلالة على الطلب نحو تعظم وتيقن أي طلب أن يكون عظيما وذا يقين أو لغير ذلك من المعاني
12 - ويجيء بناء تفاعل للدلالة على المشاركة نحو تخاصما وتعاركا أو للدلالة على التكلف نحو تجاهل وتكاسل وتغابى أو للدلالة على المطاوعة وهو يطاوع فاعل نحو باعدته فتباعد وتابعته فتتابع
13 - ويجيء بناء استفعل للدلالة على الطلب نحو استغفرت الله واستوهبته أو للدلالة على التحول من حال إلى حال نحو استنوق الجمل واستنسر البغات واستتيست الشاة واستحجر الطين أو للدلالة على المصادفة نحو استكرمته
(4/264)

واستسمنته أو لاختصار حكاية المركب نحو استرجع إذا قال إنا لله وإنا إليه راجعون أو لغير ذلك من المعاني
14 - ويجيء بناء تفعلل لمطاوعة بناء فعلل نحو دحرجت الكرة فتدحرجت وبعثرت الحب فتبعثر
15 - ويجيء بناء افعنلل لمطاوعة بناء فعلل أيضا نحو حرجمت الإبل فاحرنجمت
16 - ويجيء بناء اقعلل للدلالة على المبالغة نحو اشمعل في مشيه واشمأز واطمأن واقشعر
الفصل الثالث في وجود مضارع الفعل الثلاثي
قد عرفت أن الماضي الثلاثي يجيء على ثلاثة أوجه لأن عينه إما مفتوحة وإما مكسورة وإماا مضمومة واعلم أن الماضي المفتوح العين يأتي مضارعه مكسور العين أو مضمومها أو مفتوحها وأن الماضي المكسور العين يأتي مضارعه مفتوح العين أو مكسورها ولا يأتي مضمومها وأن الماضي المضموم العين لا يأتي مضارعه إلا مضموم العين أيضا فهذه ستة أوجه وردت مستعملة بكثرة في مضارع الفعل الثلاثي وبعضها أكثر استعمالا من بعض
1 - الوجه الأول فعل يفعل بفتح عين الماضي وكسر عين المضارع ويجيء متعديا نحو ضربه يضربه ورماه يرميه وباعه يبيعه ولازما نحو جلس يجلس وهو مقيس مطرد في واوي الفاء نحو وعد يعد
(4/265)

ووصف يصف ووجب يجب وفي يائي العين نحو جاء يجيء وفاء يفئ وباع يبيع ومان يمين وفي يائي اللام نحو أوى يأوى وترى يبرى وثوى يثوى وجرى يجري وفي المضعف اللازم نحو تبت يده تتب ورث الحبل يرث وصح الأمر يصح وهو مسموع في غير هذه الأنواع
2 - الوجه الثاني فعل يفعل بفتح عين الماضي وضم عين المضارع ويجيء متعديا نحو نصره ينصره وكتبه يكتبه وأمره يأمره ويجيء لازما نحو قعد يقعد وخرج يخرج وهو مقيس مطرد في واوي العين نحو باء يبوء وجاب يجوب وناء ينوء وآب يثوب وفي واوي اللام نحو أسا يأسو وتلا يتلو وجفا يجفو وصفا يصفو وفي المضعف المتعدي نحو صب الماء يصعه وعبه يعبه وحثه يحثه ومج الشراب يمجه وفي كل فعل قصد به الدلالة على أن اثنين تفاخرا في أمر فغلب أحدهما الآخر فيه سواء أكان قد سمع على غير هذا الوجه أم لم يسمع إلا أن يكون ذلك الفعل من أحد الأنواع الأربعة التي يجب فيها كسر عين المضارع وقد ذكرناها في الوجه السابق فتقول تضاربنا فضربته فأنا أضربه وتناصرنا فنصرته فأنا أنصره
3 - الوجه الثالث فعل يفعل بفتح عين الماضي والمضارع جميعا ولم يجيء هذا الوجه إلا حيث تكون عين الفعل أو لامه حرفا من أحرف الحلق
(4/266)